لم تُخفِ المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، المكلفة تشكيل حكومة اتحادية جديدة منذ 3 أشهر ونصف شهر، ارتياحها لتأييد معظم المندوبين في مؤتمر الحزب الاشتراكي الديموقراطي إجراء مفاوضات لتشكيل ائتلاف حكومي مسيحي- اشتراكي. وتوقّع رئيس الحزب الاشتراكي مارتن شولتز، بعد المعارضة القوية داخل حزبه لهذه الخطوة، أن تكون مفاوضات تشكيل التحالف «شاقة»، ووعد حزبه، لا سيّما الأعضاء المعارضين، بأن يعمل لفرض مطالب أخرى تحمل دمغة اشتراكية واضحة على برنامج الحكومة، والذي بدأت أولى المفاوضات في شأنه في برلين الاثنين. وفور إعلان نتيجة التصويت الأحد، رحّبت مركل بموافقة أكثرية المندوبين الاشتراكيين على دخول مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي الكبير بزعامتها، وذكرت أنها تسعى إلى تشكيل حكومة مستقرة. واعترفت بأن ورقة التفاهم التي اتُفِق عليها «ليست سوى إطار عام» لتشكيل حكومة مشتركة وتحديد برنامجها للسنوات الأربع المقبلة. وتابعت أن الأمر «يتعلق أيضاّ بالاستقرار الاقتصادي في عصر الرقمنة، وبالعدالة الاجتماعية»، منبّهة الى وجود «أسئلة تحتاج إلى توضيح»، ومشددة على ضرورة البدء في المفاوضات في أسرع وقت. ورأى مراقبون أن ترديد وزير المستشارية، اليد اليمنى لمركل، لتصريحاتها الأخيرة، في نقاش تلفزيوني شارك فيه شولتز ليل الأحد، يدلّ على استعداد الحزب الديموقراطي المسيحي للتنازل أمام الحزب الاشتراكي والموافقة على مطالب له، خصوصاً على المستوى الاجتماعي. لكن الحزب المسيحي البافاري الصغير، الشقيق لحزب مركل، لا يزال يرفض هذا الأمر، إذ توقّع رئيسه هورست زيهوفر «مفاوضات صعبة» مع الحزب الاشتراكي، على رغم ترحيبه بنتيجة التصويت. يأتي ذلك بعدما صوّتت غالبية بسيطة، بلغت 56,4 في المئة فقط من مندوبي الحزب الاشتراكي، لمصلحة بدء مفاوضات التحالف. وبلغ عدد المؤيدين 362 من أصل 642 من مندوبي الحزب وأعضاء مجلس قيادته، بعد مناقشات مثيرة للجدل. كما رحّب اتحاد أرباب العمل الألمان بموقف مؤتمر الاشتراكيين، إذ قال رئيسه إنغو كرامر: «نحتاج إلى حكومة قادرة على العمل وعلى تقديم جواب عن سؤال يتعلّق بكيفية تطوير القدرة التنافسية لألمانيا، بوصفها قوة اقتصادية كبرى».