يعتمد نظام الملالي في مواجهة انتفاضة الشعب الإيراني أسلوبين أساسيين: الأول، القمع والاضطهاد مستخدما قوات الحرس الثوري وقوى الأمن الداخلي ووزارة المخابرات في عمليات الاعتقال ونشر مناخ الرعب والخوف في أوساط المتظاهرين. والثاني، سعي النظام لإطفاء جذوة الانتفاضة على الصعيد السياسي. ورغم أن هذا هو حقيقة المشهد الراهن، فإن الشعب الإيراني ومقاومته قد تعلموا أنه يجب التعامل مع هذا الواقع وعدم الاستسلام له، بل تعلموا أيضا كيفية تحويل هذا الواقع إلى واقع مفيد يخدم مصلحتهم ضد النظام، وذلك من خلال تدشين حملة لإطلاق سراح السجناء السياسيين، إضافة للمشاركة النشطة للمقاومة الإيرانية في المجتمع الدولي، وتنظيم مظاهرات للإيرانيين في عواصم بلدان أوروبية، ولقاء زعيمة المقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي مع أعضاء البرلمان الأوروبي في بروكسل واجتماع الإيرانيين الأحرار في مقر الأممالمتحدة في جنيف، وهذه الإجراءات قيدت يد النظام القمعية لأن النظام لا يستطيع أن يعيش في عزلة. سياسيا، استثمر النظام ولوبياته وجماعات ضغطه التشكيك في دوافع الانتفاضة ومنظميها لحشد التأييد الأيديولوجي له في الداخل، وتأجيج مشاعر مناصريه لمواجهتها.