يعتمد نظام الملالي في مواجهة انتفاضة الشعب الإيراني أسلوبين أساسيين: الأول، القمع والاضطهاد مستخدما قوات الحرس الثوري وقوى الأمن الداخلي ووزارة المخابرات في عمليات الاعتقال، ونشر مناخ الرعب والخوف في أوساط المتظاهرين، والثاني، سعي النظام لإطفاء جذوة الانتفاضة على الصعيد السياسي. ورغم أن هذا هو حقيقة المشهد الراهن، فإن الشعب الإيراني ومقاومته قد تعلموا أنه يجب التعامل مع هذا الواقع وعدم الاستسلام له، بل وتعلموا أيضا كيفية تحويل هذا الواقع إلى واقع مفيد يخدم مصلحتهما ضد النظام، وذلك من خلال تدشين حملة لإطلاق سراح السجناء السياسيين، إضافة إلى المشاركة النشطة للمقاومة الإيرانية في المجتمع الدولي، وتنظيم مظاهرات للإيرانيين في عواصم بلدان أوروبية، ولقاء زعيمة المقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي مع أعضاء البرلمان الأوروبي في بروكسل واجتماع الإيرانيين الأحرار في مقر الأممالمتحدة في جنيف، وهذه الإجراءات قيدت يد النظام القمعية لأن النظام لا يستطيع أن يعيش في عزلة. وسياسيا، استثمر النظام ولوبياته وجماعات ضغطه التشكيك في دوافع الانتفاضة ومنظميها لحشد التأييد الأيديولوجي له في الداخل، وتأجيج مشاعر مناصريه لمواجهتها. وفي إيران يقف كل أطياف الشعب في مواجهة أركان هذا النظام الطائفي الذي يعمل على إثارة النعرات المذهبية لصرف الأنظار عن مطالب الانتفاضة، في حين أن المقاومة الإيرانية تمتلك جذورا راسخة وتاريخا عريقا في إيران ممثلة في «منظمة مجاهدي خلق» التي تمتلك تجربة تقارب 50 عاما من النضال ضد نظام الملالي والنظام الملكي وكانت تتحمل مسوؤلية قيادة هذه الحركة النضالية أيضا. لجأ النظام إلى تدشين حملات دعائية لقوة الحرس الثوري، بهدف إقناع المحتجين بأنه لا توجد فائدة من المقاومة ورزع اليأس وعدم الثقة في قلوب الإيرانيين، لكن هذه الدعاية لن تنجح في منع تأجيج الانتفاضة واستكمال أهدافها.