دوت فضيحة جديدة ل«نظام الحمدين» بعد أن تكشفت زيارة لزعيم المنظمة الصهيونية الأمريكية مورتون كلاين للدوحة ولقائه أمير قطر تميم بن حمد، في محاولة للأخير لنيل دعم اللوبي اليهودي في واشنطن لبلاده التي تواجه مصاعب اقتصادية وسياسية وتحاول تلميع صورتها الملطخة أمام العالم. وكشفت الصحيفة الإسرائيلية «هارتس» عن لقاء كلاين بتميم مطلع يناير الجاري، في وقت استقبل تميم بن حمد شخصيات أمريكية «داعمة لإسرائيل»، ما فتح باب الانتقادات للتناقض القطري الذي يزايد على جيرانه العرب في القضية الفلسطينية. وارتبطت الدوحة بعلاقات وثيقة مع تل أبيب منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده منتصف 1995، وبلغ التنسيق السياسي والتجاري ذورته بعد زيارة مسؤولين إسرائيليين الدوحة، ما أثار موجة جدل كبيرة في المنطقة عن التقارب الإسرائيلي القطري. وبرر كلاين، الذي رفض أكثر من مرة طلبا من تميم بن حمد لمقابلته في نيويورك، بالقول: «لقد دعوني أكثر من مرة، في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وديسمبر»، لافتاً إلى أن رفضه في بادئ الأمر تعلق بدعم قطر لحماس والأفكار المتطرفة التي تحملها قناة الجزيرة. وقال بعد زيارة زعماء يهود الدوحة أدركت أنهم لم يتمكنوا من استغلالي في حملاتهم الدعائية». واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية اختيار قطر لأبرز زعماء اليمين المتطرف اليهودي لزيارتها مثيراً للاستغراب. ووفقاً لموقع سكاي نيوز، فإن صحيفة هآرتس الإسرائيلية كشفت عن قائمة من القادة اليهود الذين زاروا قطر بدعوة من أميرها، ومنهم نائب الرئيس التنفيذي لمؤتمر رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية الكبرى مالكوم هونلاين، ورئيس الكونغرس اليهودي الأمريكي جاك روسن، ورئيس اتحاد اليهود الأورثوذكس مناحيم جيناك، ورئيس منظمة الصهيونيين المتدينين في أمريكا مارتن أولنير. وتقول الصحيفة إن الشيء الذي يجمع بين هؤلاء الزعماء هو أنه لا يوجد من بينهم من ينتقد حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية، كما أن كل هؤلاء يمثلون منظمات تدعم المستوطنات الإسرائيلية، وعبروا عن موافقتهم لقرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. واعتبر كلاين اختيار قطر الانخراط مع الجناح اليميني في الحركة الصهيونية «أمراً لافتا»، وأوضحت الصحيفة أنه مثل كل القادة الصهيونيين المدعوين إلى قطر، كانت الرحلة مدفوعة بالكامل من الديوان الأميري. وعرج كلاين على لقائه بتميم قائلاً: «جلست مع الأمير تميم قرابة ساعتين وتشاركت معه كل شيء، وأخذت تأكيدات من الأمير بتغيير موقف قطر حيال القضايا التي تمس إسرائيل». وكشف عن إبلاغه من المسؤولين القطريين أنهم لا يدعمون حماس، وأن عملهم في غزة يتم بالتنسيق مع إسرائيل، معتبراً أن زيارته كانت فرصة جيدة لإبلاغ القطريين «ما يجب فعله لتحسين مواقفهم». وكان زعيم الطائفة الأرذوكسية اليهودية في نيوجيرسي قد انتقد ذهاب زعماء يهود إلى الدوحة في نوفمبر الماضي، قائلاً: «الجماعة اليهودية تبيع مواقفها لقطر، وأنهم أضحوا بضاعة تشتريها الدوحة بأموال في سبيل تحسين صورتها وتخفيف الضغط عليها بسبب أنشطتها لتمويل الإرهاب».