يفتتح غداً، معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المتحف الوطني بالعاصمة اليابانيةطوكيو. وقد أتمت الهيئة استعداداتها لافتتاح المعرض بالتعاون مع المتحف الوطني الياباني وسفارة خادم الحرمين الشريفين في طوكيو، وبمتابعة وإشراف مباشر من رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز. وعمل المتحف الوطني الياباني على التعريف بالمعرض من خلال لوحات دعائية وتعريفية، إضافة إلى نشر إعلان عنه في الصحف اليابانية، وتم الاتفاق بين الهيئة والمتحف الوطني الياباني على أن يكون الدخول للمتحف مجانيا وذلك بعد مساهمة الجهة الراعية (شركة أرامكو السعودية) في تحمل تكاليف المعرض. ويحظى المعرض باهتمام رسمي وإعلامي وثقافي في اليابان، حيث اعتبرته حدثا مهما وأكبر معرض من نوعه للتعريف بآثار المملكة وحضارات الجزيرة العربية. وأبرزت الصحف اليابانية في تقارير لها ما يتضمنه المعرض من قطع أثرية نادرة ومميزة، وما حظي به من سمعة عالمية، داعية اليابانيين لاستثمار الفرصة لزيارته. وتقدم المملكة في هذا المعرض الدولي المهم 466 قطعة أثرية نادرة تعرّف بالبعد الحضاري للمملكة وإرثها الثقافي والتاريخي، وما شهدته أرضها من تداول حضاري عبر الحقب التاريخية المختلفة. وتغطي قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصور القديمة السابقة للإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكّرة والوسيطة والمتأخرة، مروراً بالفترة الإسلامية والفترة الإسلامية الوسيطة، حتى نشأة الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة إلى عهد الملك عبدالعزيز (رحمه الله) مؤسس الدولة السعودية الحديثة. ويمثل المتحف الوطني في طوكيو المحطة الرابعة عشرة للمعرض، بعد استضافته في 4 دول أوربية (فرنسا، أسبانيا، ألمانيا، روسيا)، و5 مدن بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ومن ثم انتقاله إلى القارة الآسيوية وعرضه في كل من الصين وكوريا الجنوبية، إضافة إلى محطتيه المحليتين في الظهران والرياض. وتعد طوكيو المحطة الثالثة آسيويا بعد العاصمة الصينيةبكين، العاصمة الكورية سيئول، وذلك بعد أن تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بإطلاق المرحلة الآسيوية للمعرض أثناء افتتاحه لمحطة المعرض في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران التابع لشركة أرامكو يوم الخميس 2 ربيع الأول 1438 الموافق 1 ديسمبر 2016، وذلك بعد النجاح اللافت الذي حققه في محطاته الدولية التي بدأها بمتحف اللوفر في باريس بتاريخ (1 شعبان 1431 الموافق 13 يوليو 2010)، ثم مؤسسة لاكاشيا في برشلونة، فمتحف الارميتاج في روسيا، ثم متحف البيرغامون في ألمانيا، وانتقاله إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وعرضه في متحف ساكلر بواشنطن، ثم في متحف «كارنيجي» ببيتسبرغ، ثم في متحف «الفنون الجميلة» بمدينة هيوستن، فمتحف «نيلسون-أتكينز للفنون» بمدينة كانساس، ثم متحف «الفن الآسيوي» بمدينة سان فرانسيسكو. ويشكل هذا المعرض نشاطا رئيسيا في مسار التوعية بالتراث الحضاري للمملكة ضمن مسارات برنامج (خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة) الذي أقر في شهر مايو 2014 في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، ثم تم تأكيد ذلك بشكل خاص من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في سبتمبر 2015 باعتباره مشروعاً تاريخياً وطنياً مهماً يعكس التطور في برامج مشاريع التراث في المملكة. ويهدف المعرض إلى إطلاع العالم على حضارة وتاريخ الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية من خلال كنوزها التراثية التي تجسد بعدها الحضاري، إلى جانب تعزيز التواصل الثقافي بين شعوب العالم، والتأكيد على أن المملكة ليست طارئة على التاريخ ولكنها مهد لحضارات إنسانية عظيمة توجت بحضارة الإسلام العظيمة. ويرعى المعرض في جميع محطاته الآسيوية شركة أرامكو السعودية امتدادا لدعمها لمعارض ومشاريع الهيئة في مجال التراث الحضاري.