تعرض المملكة 466 قطعة أثرية نادرة تعرف ببعدها الحضاري وإرثها الثقافي والتاريخي، وما شهدته أرضها من تداول حضاري عبر الحقب التاريخية المختلفة، معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، الذي سيفتتح الاثنين 12 جمادى الأولى المقبل (29 كانون الثاني/ يناير الجاري)، في المتحف الوطني بالعاصمة اليابانيةطوكيو. وتغطي قطع المعرض فترة تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصور القديمة السابقة للإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكّرة والوسيطة والمتأخرة، مروراً في الفترتين الإسلامية والإسلامية الوسيطة، حتى نشأة الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة إلى عهد الملك عبد العزيز (رحمه الله) مؤسس الدولة السعودية الحديثة. وتستعد الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لإطلاق المعرض الذي يتابعه رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان، والذي يعد أحد أهم الأنشطة التي تنظمها المملكة في اليابان، بالتعاون مع سفارة المملكة في طوكيو، ووزارتي الخارجية، والثقافة والإعلام، و«أرامكو السعودية». ويمثل المتحف الوطني في طوكيو المحطة ال14 للمعرض، بعد استضافته في أربع دول أوربية (فرنسا، وأسبانيا، وألمانيا، وروسيا)، وخمس مدن في الولاياتالمتحدة الأميركية، ومن ثم انتقاله إلى القارة الآسيوية وعرضه في كل من الصين، وكوريا الجنوبية، إضافة إلى محطتيه المحليتين في الظهرانوالرياض. وكان المعرض اختتم في آخر محطاته في المتحف الوطني في الرياض أخيراً، والذي أقيم فيه بالتزامن مع ملتقى آثار المملكة الأول وامتد ل50 يوماً استقبل خلالها أكثر من 300 ألف زائر. وتعد طوكيو المحطة الثالثة آسيوياً بعد العاصمة الصينيةبكين، العاصمة الكورية سيول. ويشكل هذا المعرض نشاطاً رئيساً في مسار التوعية بالتراث الحضاري للمملكة ضمن مسارات برنامج «خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة»، ليكون مشروعاً تاريخياً وطنياً مهماً يعكس التطور في برامج مشاريع التراث في المملكة. ويهدف المعرض إلى اطلاع العالم على حضارة وتاريخ الجزيرة العربية والمملكة من خلال كنوزها التراثية التي تجسد بعدها الحضاري، إلى جانب تعزيز التواصل الثقافي بين شعوب العالم، والتأكيد على أن المملكة ليست طارئة على التاريخ ولكنها مهد لحضارات إنسانية عظيمة توجت بحضارة الإسلام العظيمة.