كشف نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري عن دوافع تأليف كتابه «تشخيص الصحوة تحليل وذكريات»، لافتاً إلى أنه «آن أوان وضع النقاط على الحروف وتعرية الخطابات الحركية لتعرف الأجيال الخطأ من الصواب وتبدأ تصحيح المسار، خصوصاً من كان منهم في مسار منحرف وبعيدا عن منهج بلادنا». وأكد السديري ل«عكاظ» أن التفسير السياسي المصلحي للدين هو النقطة الجوهرية التي ربطت بين الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية في الهند، وعدّ مرجعية الحركيين واحدة وإن تنوعت خطاباتهم وأنشطتهم. وقال إن البداية الفعلية لهم كانت مع سقوط السلطنة العثمانية، مشيراً إلى أنه اهتم بالجماعات الإسلامية والحركيين منذ 30 عاماً، ورصد الكثير من محاضراتهم ونشاطهم وكتبهم، والتقى برموز الحركيين ما أمكن معه إصدار موسوعة عنهم، باعتباره توثيقا لجزء من تاريخ بلادنا إلا أنه عدل عن فكرة الموسوعة «كون بعض الرموز أحياء وربما تراجع بعضهم عن أفكاره الحركية وعاد لرشده». وعزا «انشقاقات الخطابات» إلى «الإخوان المسلمين» الذين «تغلغلوا في المجتمع السعودي من خلال التعليم في ظل انحسار المد اليساري واستغلال حماس وعاطفة الشباب»، محذراً ممن «يحاول إظهار براءته من الانتماء للفكر المنحرف إخوانيا أو سرورياً وهو يمثل علينا بتبنيه خطابات مواربة». وأكد تبنيه فضح مخطط الصحوة مبكرا، من خلال مقالاته ومحاضراته وندواته، وتطلع إلى أن يمتلك رموز الصحوة شجاعة أدبية تمكنهم من نقض ما كانوا يدعون له من قبل ويتبنونه على أن يكونوا صادقين في توبتهم وإعلان خطئهم وتصحيح الانحراف عملياً وعلى رؤوس الأشهاد حتى يصدق بقوله وفعله. ورأى السديري أن التعافي من آثار خطاب الإخوان والسروريين لن يكون إلا بحزم الدولة لكافة أجهزتها من جهة، ومن جهة ثانية تبني مشروع ثقافي وفكري وعلمي للمواجهة وتفكيك ما تبقى من أجندة الصحويين «شرط ألا يشارك صحوي في تصحيح خطابه إلا بعد تبرئه منه وإعلان التوبة النصوح». وأضاف «مؤسف أن يدّعي من تلوث بالفكر الصحوي المنحرف أنه قادر على الإسهام في التصحيح وهو لا يزال يردد مقولاته ويؤمن بأدبياته ويحشد في طياته»، مؤملاً أن تقع مراجعة شاملة وصادقة بتضافر جهود المثقفين والإعلاميين لحماية أجيال مقبلة من أوضار الخطاب الحركي.