(1) أمام الشاطئ تسمر هناك لدرجة نسيانه. الواقع المثخن بالأسى. كانت تراوده بغبطة حياته السابقة. تبًا! أصوات من يضحك خلفه أعادته إلى جادة الواقع للكرسي المتحرك أيضا. (2) يحدوه الأمل بالقبول.. حلم أخضر يلازم يده، يسانده عمود الكهرباء، يجثو الضوء بفراشاته نحوه، الفراشات ماتت تحت أنقاض الحلم. انطفأ العمود حدادًا. (3) اختلى بسيارته أمام منزله، يا لها من ليلة بكاء ثقيلة عليه! إنها ليلة زواجه بأخرى، الأولى لم تكن تناسب أعشاش الشجرة. (4) تعود مصافحتها؛ فأدمن تقديرها، كانت يدًا بيضاء لدرجة أنها اغتالت حياته بقطعة حلوى. (5) المدير هذا الصباح مستاء للغاية، كانت عروق عينيه تغلي، دلف إلى مكتبه بعد أن دفع بابه بقوة، بينما مدير المكتب يهدئ من روعه، لحظ (شاص) بموقفه الخاص لأحد المراجعين. (6) يلهو مع رفاقه بجلساتهم اليومية عن الفتيات الجميلات، وفكرة الزواج من ثانية أو ثالثة، ويستعرض أمامهم مغامراته الرجولية، كان وهو يتكلم مثل الذي يريد أن يمزق شيئًا بحياته، كان يمزق ضحكة زوجته عليه بكل ليلة.. كانت بالفعل ضحكة ماكرة. (7) يتابع توقعات الأبراج للعام الجديد باستماتة، كان بالفعل يريد الخلاص مما هو فيه، بيدأنها أعادت إنعاشه. (8) هذا الصباح كان ينظر بشغف إلى وجهه في المرآة، كان يتفحص بتمعن ما خلفه الحلم بليلة البارحة، كان ينقب عن آثار أحمر الشفاه. (10) ليلة الاختبار.. هالة قداسته زاحمت عقلها؛ فلم تفرق بأن دعاء أمها يستجاب أكثر من قداسة متلفزة. (11) تصلي العصافير بصمت تجاوز المكان.. ثمة حريقٌ بالحقل.. انتفضت عقارب الساعة؛ سريالي أفرغ غيمه. (12) يتساقط عمره شعرةً فشعرةً.. تراتيل الكتاب تحلق بالمكان، كان ذَا قوةٍ شيطانية، من فرط عنجهيته بات يسخر وكأن انتصاره من المسلمات بات يستأنف نشاطه بالوصول إلى المناطق الجديدة، بنادق الأطباء تتشابه وتلك التي يلهو بها الصغار عاجزة تماماً. الحمدا لله السبابة تعلن الخلاص، الأطباء يحتفلون لأجله.