كشفت فعاليات مهرجان تسويق تمور الأحساء المصنعة في نسخته الخامسة بشعار «ويّا التمر أحلى 2018»، كثيرا من خفايا الثمرة المباركة، من ناحية قيمتها الغذائية والاقتصادية، إضافة إلى العديد من المواهب التي طوعت التمر، لصنع أطباق مختلفة، وهناك من حاول اكتشافها فنياً عبر التقاط صور للنخيل ومنتجاتها بطرق إبداعية، فعلي سبيل المثال تمكنت أم إبراهيم القرشي من جذب زوار المهرجان لبراعتها في صناعة تمر «السفسيف الحساوي»، الذي يطلق عليه البعض «حلوى الشتاء»، لتميزه بفوائد التمر المعروفة إلى جانب الدبس والمواد المضافة، التي تكسب الجسم الطاقة والنشاط والحيوية. وأوضحت أم إبراهيم أن السفسيف الأحسائي من أبرز الحلوى الأحسائية التي تتقن صنعه يدوياً، ويحضر بكثافة في غالبية المناسبات الاجتماعية، وبقي منذ زمنٍ طويل الهدية الأغلى بين الجيران، وصمد متغلباً على الحلوى من ماركات عالمية، مشيرة إلى أنه من مواد الضيافة للمائدة الشتوية، إذ يتميز بفوائد التمر المعروفة إلى جانب الدبس والمواد المضافة، التي تكسب الجسم الطاقة والنشاط والحيوية. وقالت أم إبراهيم: «وقد يتبادر إلى ذهن من يرى السفسيف للمرة الأولى أنه مجرد حبات تمر مصفوفة بعناية ومغطاة بعسل النخل (الدبس)، ومزينة بالمكسرات، إلا أنه لدى الأحسائيين يفوق ذلك بكثير»، مشيرة إلى أن إعداده يتم بعناية باختيار حبات من تمر الرزيز، وهو أحد أنواع التمور الكثيرة التي تتميز بها الأحساء، ليعد بها طبق السفسيف، ويفضل الحبة الصغيرة، التي تميل إلى السواد، وبعد غسله وتنظيفه جيداً، تبدأ عملية شق كل حبة بسكين صغيرة، وتزال النواة، وتستبدل بالمكسرات. ولم يكن الأحسائيون يحبذون نزع النواة، إلا أن المكسرات دخلت في السنوات الأخيرة، باعتبارها عامل تزيين إضافي له. وأضافت: «إن إزالة النواة ليست ضرورية، ولكن البعض يفضل ذلك، وبعد الانتهاء من هذه المرحلة نبرش الزنجبيل المطحون والسمسم المحمص ونبتة الحلوة «الكمون الحلو»، وبعد كل طبقة نصب الدبس بكثرة، وهكذا حتى يتغطى التمر به، ويصبح جاهزاً للتقديم».