تتزايد في الإجازات رسائل سماسرة الخلايا الجذعية لعلاج السكري من بعض الدول، فهم يدركون مواعيد إجازاتنا جيدا، وفيها يبذلون كل الجهود الإلكترونية لإيقاع المرضى ضحايا لمزاعمهم في إنهاء مشاكل السكري نهائيا مع حقن الإنسولين والأدوية، وسبق أن حذرت من هؤلاء، ولأن الموضوع يتكرر بالتزامن مع الإجازات رأيت من المهم أن أجدد التحذير، وأؤكد أن الأبحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية لعلاج السكري تعطي آمالاً كبيرة، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الجهد الذي يتوجب بذله قبل تحقيقها، فهناك تحديات تقنية لابد من التغلب عليها أولاً قبل البدء في تطبيق هذه الاكتشافات في العيادات الطبية، ومع أن هذه التحديات كبيرة وصعبة إلا أنها ليست مستحيلة. فخبراء البحث الطبي يعتقدون أن الخلايا الجذعية قادرة على تغيير تاريخ الأمراض البشرية عن طريق استخدامها لإصلاح نسيج متخصص أو عن طريق دفعها للنمو بشكل عضو حيوي معين، وعلى الرغم من هذا فإن هذه الأبحاث تثير العديد من المخاوف الأخلاقية والإنسانية، ما اضطر العديد من الدول لوضع تشريعات تحدد هذه الأبحاث. وجعل الإسلام من مقاصده الأساسية حفظ النفس والنسل، والفقه الإسلامي ذو منهجية ربانية في التعامل معهما، وحيث إن الأجنة مصدر رئيس للخلايا الجذعية فإن الفقهاء تعرضوا لذلك قديماً وحديثاً. وعليه فيما يخص النواحي الفقهية في هذا الموضوع إلى القرارات الصادرة عن المجمع الفقهي الإسلامي في دورته السادسة المنعقدة بجدة في مارس 1990 ويمكن تلخيص ذلك فيما يلي: 1- الجنين الآدمي له حرمة، وعلى هذا الأساس لا يجوز إجهاضه من أجل استخدام خلاياه واستثمارها تجارياً كأن تباع لإجراء التجارب عليها واستخدامها في زرع الأعضاء. 2- يجوز الانتفاع بالخلايا الجينية المستمدة من الأجنة المجهضة، لأسباب علاجية أو الأجنة الساقطة والتي لم تنفخ فيها الروح سواء في زراعة الأعضاء أو الأبحاث والتجارب المعملية وشروط الانتفاع ترتكز أساساً على ضرورة الموازنة الشرعية بين المفاسد والمصالح. 3- ليس هناك ما يمنع شرعاً من نقل الخلايا الجينية في حالة الجنين الميت واستخدامها لعلاج الأمراض المستعصية في المخ ونخاع العظم وخلايا الكبد وخلايا الكلى والأنسجة الأخرى وفقاً للشروط التي ذكرها المجمع الفقهي الإسلامي. 4- لا يحرم استخدام الخلايا الجذعية الموجودة في الإنسان البالغ إذ إن أخذها منه لا يشكل ضرراً عليه فإذا أمكن تحويلها إلى خلايا ذات فائدة لشخص مريض وهذا الاستخدام يحقق مصلحة بلا ضرر مثل زراعة الأعضاء. 5- لا يسمح المجمع بالتبرع بالنطف المذكرة أو المؤنثة لإنتاج بويضات مخصبة تتحول بعد ذلك إلى جنين بهدف الحصول على الخلايا الجذعية منه. 6- يمنع المجمع طريقة الاستنساخ للحصول على الخلايا الجذعية الجينية. 7- إباحة طريقة الحصول على الخلايا الجذعية من خلال الحبل السري أو المشيمة. * أستاذ الغدد الصماء والسكري في جامعة الملك عبدالعزيز [email protected]