من بعد انقضاء ربع ساعة للشروع في كتابة مقال التقيت ببنات أفكاري (الصالحات والطالحات) واجتمعنا أخيراً على خير، وحتى تكون هذه المادة قابلة للنشر لا بد من انتقاء واستثناء الأفكار غير الصالحة للاطلاع على الملأ خصوصاً وإني كنت قد توقفت عن الكتابة لوقتٍ ليس بقصير. يقال إن اللغة العربية ظلمت المرأة في مواضع عدة، أقتص منها جانباً يقول: إذا أصاب الرجل في قوله أو فعله فيقال عنه (مُصيب)، أما المرأة إذا أصابت في قولها أو فعلها فيقال عنها (مُصيبه)! ولأن الشيء بالشيء يُذكر قررت أن أُسمي بالله وأدخل (برجلي اليمين) ومن بعد ما أقرئكم السلام (نفراً نفراً) بعيداً عن المجاملات وتنميق الكلمات، ودون مقدمات و(كُثر حكي) مالكم فيه، إذا سألني أي قارئ عن مدى سلامتي (العقلية) سأشخص له حالتي كما أعرفها تماماً، فبكل المقاييس بعض الكتابات التي تصدر عني قد يبدو بها مسٌ من جنون، (خلطبيطة) شعورية لكني ومع ذلك أحب ممارسة الكتابة كهواية تجري في دمي مجرى الشيطان ولا استطيع الانفكاك عنها؛ لأني لا أعتبرها مهنة يترتب عليها التزامات لا بد من القيام بها، بل هي بالنسبة لي حياة أشعر بلذة عارمة حينما أمارسها وأعبر بها عن رأيي وما في داخلي. ولا أخفيكم قبل أن أبدأ بكتابة هذا المقال قررت تغيير (مودي) فبحثت عمّا يبهجني، ولأني ممن يقتاتون على الأغنيات الجميلة التي تنعش ذاكرتي ووجداني استمعت لصوت الأرض العظيم الراحل طلال مداح، وكان يقول وكأنه يخاطبني: (اغنم زمانك أمانة يا حبيب اغنم، اغنم وعادك صغير السن طيشاني)، فقررت من بعدها أن أغنم زماني فعلياً لكني تساءلت: تُرى ما الذي يريد أن يوصله الكاتب ويصل إليه؟ في الغالب الكاتب يرى ما يجري من حوله ويكتب عنه، يطرح موضوعاً يمس المجتمع ويحاول أن يعبر فيه عن رأيه ويقترح له حلولاً إن وجدت، ومن هذا المنطلق قد تصبح الكتابة في بعض الأحيان أشبه بالاختبار الصعب حينما يريد الكاتب أن يقول شيئاً ما للقارئ ولا يستطيع قوله. والبعض الآخر ربما يكتب فقط من أجل الشهرة والمال، وللأمانة وقبل أن يسألني سائل كنت قد أوضحت لكم السبب الحقيقي لي في ذلك، لكني حين تذكرت مثلاً شعبياً شهيراً في الحجاز يقول: (أعرج يسحب مكسح يقول له تعالا نتفسح) وزّني الشيطان وقررت بعد (وساوسه) تغيير حكمتي في الحياة، فإن حصلت على المال فلن أبحث عن الشهرة، وإن حصلت على الشهرة فلن أبحث عن المال، وإن حصلت على المال والشهرة فلن أبحث عنكم. وبعد كل ما سبق لا أدري إن كنت (مُصيبه) لكن وقبل أن أنسى كعادتي لا بد أن أخبركم إني مُصابة أيضاً (بزهايمر مُبكر) اسمي ريهام، أراكم (الأربعاء) المُقبل، سلام. Twitter: @rzamka [email protected]