يبدو أن التسلية ومشاركة المرضى اللهو وانتهاك خصوصياتهم ليست مختصة بمجتمع دون آخر، ففي الوقت الذي انتشر فيه مقطع فيديو لممرضات سعوديات ينتهكن خصوصية طفل رضيع، نجد أنه في روسيا كذلك يتم حالياً التحقيق مع ممرضة روسية، بعد نشرها صورا ساخرة مع مرضى وبعضهم ممن لقي حتفه حسبما نشرت الصحف. عامل الجذب مهم جداً في مواقع التواصل الاجتماعي، فبقدر ما تكون الإثارة والتجديد وأحياناً الترويع والتخويف تكون المتابعات والإعجابات أكثر، وإن الناس رغم استنكارهم لكل ما هو مستهجن ومستقبح إلا أنها بالنسبة لبعضهم مادة تستحق النشر. المقطع الذي نشر لتلك الممرضات وهن يقمن بأفعال مشينة لطفل رضيع مؤشر على تبلد الإحساس وضعف الرقابة وعدم المهنية والإخلاص في العمل، فالمستشفيات والمراكز الطبية ما انفكت تشدد على أهمية الالتزام بالخصوصية ومبدأ الاحترام والشفافية، وهو ما لا نراه واقعاً فعلياً، حتى تناسوا أنها مهنة إنسانية قبل أن تكون مادية صرفة، فكم من حالة تم التلاعب بها لم تسرب إلى الإعلام، وكم من مريض عانى من جفاء العاملين، وكم من سقيم دخل إلى هذه المستشفيات فزادته مرضاً على مرضه حتى أصبحت هذه المراكز أماكن يتوجس منها الصحيح قبل المريض يخشى أن يتردد عليها رغم أنها سبب في شفائه. إن ما يأمله الجميع من فتيات الوطن ممن يزاولن هذه المهن أن يكن أكثر التزاما واجتهاداً من الأجنبيات، وأن يكن على قدر الثقة والمسؤولية التي أنيطت بهن، وأن يعكسن صورة مشرفة، وأن يعلمن أن المريض لا ينقصه الألم حتى نضيف له مزيداً منه. [email protected]