لم يعد يحفى على أحد تورط النظام الإيراني في جرائم القتل والإرهاب في سورية والعراق ولبنان واليمن، وما لذلك من ارتداد أخلاقي، إذ لا يمكن للدولة التي تقتل أن لا ترتد عقيدتها الإجرامية على بنيتها الداخلية، ويدل على ذلك لجوء النظام لذات الوسائل في إدارة الموقف. وفي توقع لما يمكن أن يتخذه النظام المارق عن السلوك السوي، فمن المحتمل أن تلجأ إيران إلى سيناريوهات بديلة لتنفيس الضغط الداخلي عبر إعادة تصدير الأزمة خارجيا. الإيرانيون أشعلوا شرارة المظاهرات المناهضة لنظام طهران عقب شعورهم بأن مستقبلهم غامض، وأن طهران ترميهم حطبا في موقد معاركها، إذ إن رسالة الاحتجاجات الأساسية هي رغبة الإيرانيين في إيصال رسالة للعالم بأن عليه أن يتدخل من أجل خلاصهم. ورغم كل الممارسات العدائية للنظام الإيراني، إلا أنه يحاول أن يجد متنفسا لنشر دعاياته الكاذبة بأي وسيلة، متهما المملكة بأنها تدير ثور الإيرانيين ومظاهراتهم واحتجاجاتهم، وهو اتهام جائر جدا، لأن المملكة في الأساس لا تتدخل في شؤون الآخرين كما هو ديدن النظام الإيراني، بل إن هذه الاحتجاجات تعبير عن مظالم داخلية متراكمة منذ عام 1979.