قد يكون أجمل ما في هذه المرحلة السعودية أنها وضعت الجميع على المحك وكشفت الحقائق الصادمة وهاأنتم اليوم تتابعون مواقف قناة الجزيرة والأخوان المسلمين وغيرهم من انتفاضة الشعب الإيراني ضد حكم الملالي..لقد تحول كل هؤلاء إلى ملالي أكثر من الملالي واتضح خوفهم على نظام الحكم في إيران، لأنهم يعتقدون أن سقوط هذا النظام يصب في صالح السعودية !. أليس هؤلاء هم أنفسهم من كانوا يتباكون ليل نهار بسبب جرائم إيران في الدول العربية ؟ أليسوا هم أنفسهم من كانوا يطالبون المملكة بقيادة العالم السني ودول الخليج لمواجهة الخطر الإيراني ؟.. أليسوا هم أنفسهم من شقوا الثياب ونشروا النواح في كل مكان حين سيطرت الميليشيات الحوثية الموالية لإيران على صنعاء وبدأوا يناشدون السعودية للتدخل من أجل إنقاذ العالم العربي من التوسع الإيراني ؟. تأملوا حالهم اليوم وهم خائفون على النظام الإيراني من السقوط.. وانظروا إليهم وهم يتبنون خطابات الحوثي ويتحدثون عن انتصاراته الوهمية في اليمن.. ولا تسألوا أين ذهب صراخهم على أطفال سورية كل هذه السنوات ؟.. ولا تفكروا كثيرا أين اختفت بكائياتهم على أحوال بغداد وبيروت ؟. هذه هي حقيقتهم.. يريدون من السعودية أن تحميهم وتواجه أعداء الأمة نيابة عنهم ولكنهم في ذات الوقت لا يتمنون لها الانتصار الحاسم ضد أعدائهم، لأنها بالنسبة لهم عدو آخر مختلف ترهق إنجازاته وانتصاراته عقد النقص الكامنة في نفوسهم تجاه هذا البلد العملاق، الذي تعود أن يعطي أكثر مما يأخذ وأن يرتفع أهله عن صغائر المساكين، الذين يعتقدون أنهم لا يمكن أن يكونوا كبارا ما دامت بلادنا عزيزة وقوية تقود الصفوف تحت ضوء الشمس بينما هم معتادون على مؤامرات الظلام. خائفون على إيران ؟!.. (سود الله وجيهكم).. لقد اتهمت إيران علنا السعودية بالوقوف وراء هذه المظاهرات وهذا مبعث فخر لنا، ولكن السبب الحقيقي لهذه المظاهرات هو الأحوال المتردية للشعب الإيراني الذي أراد حكامه تدمير العالم العربي فارتدت النار إليه. كي تعرفوا حقيقة هؤلاء المنافقين، فقط تخيلوا لو كانت هذه المظاهرات والاضطرابات داخل السعودية وكيف سيكون تفاعلهم معها.. هؤلاء هم أنفسهم الذين يطالبوننا بمواجهة إيران وهم يقفون إلى جوارها ومواجهة إسرائيل وهم يطبّعون معها.. أنهم أعداء حقيقيون مثلهم مثل إيران اليوم وإسرائيل كل يوم، ولكن الفرق بينهم وبين الآخرين أن إيران وإسرائيل أكثر شجاعة ووضوحا منهم، أما هم فيلبسون ثياب الأشقاء ويعتمدون علينا حين يتعرضون للخطر ولكنهم في كل لحظة ينتظرون بلهفة موعد سقوطنا كي يخرجوا سكاكينهم التي يخبئونها تحت رمال الخوف. [email protected]