يمضي الرئيس الأميركي دونالد ترمب عطلة آخر السنة في ناديه الهادئ في فلوريدا، ولكن من دون أن يعني ذلك هدوءا في مواقفه اليومية في الشؤون السياسية والعامة، إذ وصل الرئيس الأميركي مع زوجته ميلانيا إلى نادي «مارا لاغو» قبل أسبوع، ومنذ ذلك الحين يتكرر برنامجه بشكل شبه يومي. قبيل التاسعة صباحا، يغادر الموكب الرئاسي النادي سالكا الجسر الذي يصل جزيرة بالم بيتش بالبرّ، ويتّجه ترمب إلى ملعب الغولف في رحلة تستغرق نحو عشر دقائق، يتخللها بعض الوقوف على الشارات الحمراء، ولا يخلو الجشر من محبي ترمب الذين يحتشدون يومياً حاملين لافتات منها «ترامب 2020»، و«أفضل رئيس». يلعب ترمب الغولف مع أصدقاء وأفراد من العائلة ومع عضو في مجلس الشيوخ، وأيضا مع عدد من اللاعبين المحترفين منهم جيم هيرمان، ثم يتوجه إلى مطعم ناديه «غريل روم» حيث اعتاد على ما يبدو أن يتناول طعام الغداء بين أعضاء النادي. وفي هذا المكان تحديدا أعطى مقابلة مرتجلة لصحافي من «نيويورك تايمز»، فيما كان أصدقاؤه ومعارفه يمرّون ويحيّونه. وهذه المقابلة التي استمرت نصف ساعة وتركّزت على روسيا تصدّرت الاهتمام الإعلامي صباح الجمعة. ولم يخرج ترمب من ناديه سوى مرتين، مرة لحضور قداس الميلاد، وأخرى لزيارة ثكنة مجاورة لجهاز الإطفاء، وفي ذات الوقت لا يكف ترمب عن إمطار متابعيه على موقع تويتر بالتغريدات، وهو غالبا ما يكتبها في الصباح قبل الغولف، ثم في المساء. وبين انتقاد الشرطة والترويج لخطته الاقتصادية والحديث عن القضاء على مقاتلي «داعش»، وكوريا الشمالية، والهجوم على مجلة «فانيتي هير»، غرّد ترمب أربعين مرة في أسبوع واحد. والجمعة وجد له هدفا جديدا ينقضّ عليه، هي هيئة البريد الأميركية ومن ورائها عملاق التجارة الإلكترونية «أمازون». وقال «لماذا هيئة البريد في الولاياتالمتحدة، التي تخسر مليارات الدولارات سنويا، تتقاضى مبالغ صغيرة من أمازون لإيصال طرودها»، معتبرا أن ذلك «يُغني أمازون ويجعل البريد أكثر فقرا». الأسبوع المقبل، تنتهي إجازة الرئيس، ويعود إلى واشنطن مع برنامج مكتظ، يتركّز حول الميزانية والهجرة والبنى التحتية، لكنه لن يكون بعيدا عن ناد أو ملعب غولف أو مطعم يملكه، سواء في واشنطن أو في نيويورك. فبحسب شبكة «NBC»، أمضى ترمب 113 يوما من أيامه ال342 الأولى في الرئاسة في مطعم أو ملعب أو ناد يملكه.