اختتم معرض جدة الدولي للكتاب، مساء أمس (الأحد) أيامه العشرة، في ظل مطالبات سابقة من ناشرين بتمديده، لكن عطلة نهاية الأسبوع أنقذت دور النشر بارتفاع المبيعات؛ إذ شهدت الإجازة الأسبوعية إقبالا مضاعفا مقارنة بالأيام السابقة. وكان ناشرون اشتكوا من ضعف الإقبال والمشتريات في الأيام الأولى من إقامة المعرض، ما دفع بعضهم للرفع لإدارة المعرض بتمديده لأسبوعين على الأقل، معللين ذلك بأن 10 أيام غير كافية. بيد أن الإقبال في عطلة نهاية الأسبوع (توافق مع آخر أربعة أيام من نهاية المعرض) شهد ارتفاعا ملحوظا مع زيادة المشتريات، وأسهم ذلك في تعديل الكفة وتحقيق التوازن لدى الناشرين. ويشير الناشرون إلى أن العطلة أنقذت بعض دور النشر من الخسارة وعوضتهم عن ضعف المشتريات، وهو ما أكده مصطفى شبعان المختص في مبيعات كتب الأطفال، موضحا أن المبيعات «كانت أقل من العام الماضي في البدايات، لكن عطلة نهاية الأسبوع وتحديدا أيام الخميس والجمعة والسبت شهدت ارتفاعا في الإقبال مع مبيعات عالية، وهو أمر إيجابي جدا». ويتفق رضا فوزي مع رأي سابقه في أن هناك إقبالا مرتفعا قياسا بالأسبوع الأول من المعرض، مبينا أن المبيعات كانت على جميع أنواع الكتب المعروضة ولم تقتصر على أنواع معينة، ما يؤكد أن المرتادين كانوا من جميع الفئات العمرية والمستويات التعليمية والاهتمامات المنوعة بمختلف الفنون والآداب والثقافة. ويصف وحيد محمد «الأيام الأربعة الأخيرة تعد البداية الحقيقية للمعرض بالنسبة لي؛ إذ شهدت الأيام الأولى ركودا كبيرا في المبيعات، عوضتها الأيام الأخيرة بحضور جيد ومبيعات أفضل». ويعتبر علاء حتاحت أن الإقبال هذا العام أفضل من السنة الثانية على المستوى عدد الزائرين لجناحه والمبيعات، رغم أنه يبيع كتبا متخصصة، مشددا على أن إدارة المعرض تواصلت معه شخصيا وطلبت منه أبرز الملاحظات فرفعنا بها، ومنها اختيار الموعد المناسب بحيث لا يتزامن مع معارض أخرى في مدينة جدة، ويكون بعيدا عن أوقات الاختبارات ومع نزول رواتب الموظفين، وذلك لضمان مبيعات أعلى. أما مؤسس بوكتشينو نايف الزريق فأوضح أن «توظيف هذا الجهاز لخدمة زوار معرض جدة للكتاب يهدف لمعرفة مدى الإقبال على شراء الكتاب ووصوله لمختلف المهتمين، وقد حصدت هذه المبادرة الإقبال الكبير من قبل فئات المجتمع على هذا الجهاز الحديث، كما يجري تغيير قائمة الكتب بشكل مستمر خدمة للعرض والطلب». من جانبه، لاحظ المشرف على الشؤون الثقافية المشرف على المعرض الدكتور عبدالرحمن العاصم ارتفاعا كبيرا في المبيعات هذا العام، مشددا على أن أعداد الزائرين وأرقام المشتريات التي تصلهم بتقارير يومية تؤكد أن النسخة الثالثة من معرض جدة الدولي للكتاب ناجحة بامتياز. وكان معرض جدة الدولي للكتاب في نسخته الثالثة «الكتاب حضارة» قد استقطب لأول مرة جهاز شراء الكتب آلياً عبر دار بوكتشينو، مستغنياً بهذا الجهاز عن البائع التقليدي، وتم اختيار الكتب المعروضة للبيع في الجهاز الأكثر إقبالا من قبل زوار المعرض، وسط ترحيبهم بمثل هذه المبادرات التي توفر عليهم عناء البحث عن الكتاب المحبذ لديهم. ولفت العاصم إلى أنهم كمشرفين على المعرض حرصوا على معرفة ملاحظات أصحاب دور العرض والناشرين من خلال مطالبتهم بكتابتها والرفع بها، وذلك للعمل على تطوير المعرض في النسختين القادمتين المتبقيتين منه، وفق الشراكة الإستراتيجية بين محافظة جدة (الجهة المنظمة) ووزارة الثقافة والإعلام (الجهة المشرفة). روايات «منيف» ترفع سقف «الحرية» شهد المعرض ارتفاعا ملحوظا في سقف الحرية لفسح الكتب مقارنة بالأعوام الماضية، ولعل الجائل في المعرض يلاحظ وجود كتب كانت في السابق تندرج تحت سقف العناوين الممنوعة. ويؤكد فسح جميع روايات الأديب السعودي الراحل عبدالرحمن منيف بعد 13 عاما من رحيله دليلا واضحا على ارتفاع السقف وفسح الكتب والروايات والتي كانت تعاني من كثرة القيود والمحاذير لفترة قريبة. وتوفرت في المعرض روايات مدن الملح، شرق المتوسط، النهايات، عالم بلا خرائط، ثلاثية أرض السواد، قصة حب مجوسية، الأشجار واغتيال مرزوق، سباق المسافات الطويلة، وغيرها من الكتب النثرية للمؤلف الراحل.