يشهد معرض الرياض الدولي للكتاب، هذا العام، طفرة تأليف شبابية، وتصل نسبة الأسماء الجديدة من الشباب المؤلفين إلى40%، في وقت بلغ فيه عدد الإصدارات الروائية أكثر من 900 رواية، والمجموعات القصصية فاقت ألف مجموعة، في حين تجاوز عدد المجموعات الشعرية ثلاثة آلاف ديوان ومجموعة. القشعمي وسيرة 350 مثقفا من جانب آخر، يتميز الكاتب محمد القشعمي بكونه ذاكرة للمثقفين السعوديين، ويحتشد المثقفون في معرض الرياض حول القشعمي الذي يتدفق بالذكريات عن شخصيات بقامة عبدالكريم الجهيمان وعابد خازندار ومحمد العلي والعوامي، ورصد القشعمي من خلال برنامج توثيقي سيرة ما يزيد على 350 مثقفا. المحمود والقاهرة أما الكاتب والمفكر محمد علي المحمود، الذي يقطن في القاهرة حاليا للتفرغ للقراءة والكتابة، اقتضبت منه «عكاظ» دقائق في استراحة قرائية أمام إحدى دور النشر، وسرعان ما التف حوله الأصدقاء ليعرب لهم عن سعادته بمعرض الرياض وما يراه من تدافع الحشود للشراء، مؤملا أن تثمر هذه القراءة في المجتمع وإن كان مرحليا وعلى مدى عقود مقبلة، المحمود أكد أن القراءة تهذب الروح وتحد من العنف وتعزز الاعتدال في الشخصية. وعلى صعيد متصل، تبلور مشروع «أصدقاء القراءة» من خلال عمل مؤسسي منظم يديره 66 عضوا متطوعا من شباب المملكة والكويت وعمان والعراق واليمن والأردن والمغرب وليبيا وفلسطين، الذين يشاركون في المعرض بركن خاص يعرف زواره ببرامجه الثقافية المتنوعة، التي تجاوزت 40 برنامجا في شبكات التواصل الاجتماعي، مثل «السهرة الثقافية» و«جديد الكتب» و«اخترنا لك» و«نبذة عن المؤلف»، واختار المشروع معرض الرياض لإشهار برنامجه الجديد «أطفال القراءة» مستهدفا شريحة الأطفال، ومن برامجه المميزة ما يسمى «رحلة كتاب» وتقوم فكرته على تبادل الكتب بين القراء بشكل شهري دون توقف، وذلك بالتعاون مع بوكتشينو والدار العربية للعلوم ناشرون، وأطلق حسابا باللغة الإنجليزية في موقع تويتر للمتحدثين باللغة ذاتها استكمالا لبرامج المشروع فيما ستنطلق نهاية الشهر الحالي مجلة أصدقاء القراءة الإلكترونية. الجاسر لا يتوقف لا يتوقف نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر عن زيارة المعرض والتواصل مع المثقفين ومتابعة كل التفاصيل اليومية، وأكد ل«عكاظ» أن المعرض يسجل نجاحا للعام التاسع على التوالي، لافتا إلى أن معرض هذا العام لم يسجل أي ملاحظات أو تجاوزات. الحجيلان والقراءة التخصصية أما وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، فكشف عن ميله للقراءة التخصصية، مؤكدا أنه سيبدأ منذ اليوم التسوق في المعرض والتزود بما يحتاجه من الكتب، مشيرا إلى أن الإبداع يستهويه. وفي جولة ل«عكاظ»، سجلت دار مدارك إقبالا لافتا على إصدارها لليوم الثالث على التوالي، ويؤكد المتبضع نايف البقمي على أن بعض الدور تلامس حاجة وتطلع القارئ ما يعزز حضورها، ويجذب القراء والمشترين إلى إصدارها، مشيرا إلى أن كتاب حول العالم في ثمانين يوما للكاتب فهد الأحمدي من أكثر الكتب مبيعا حتى يوم أمس. تتميز شخصيات الحراسات الأمنية في معرض الكتاب بدماثة الخلق وسرعة التجاوب والحزم في تطبيق ما يحفظ أمن المنشآت والمواطنين. وتوقع المشرفون على معرض الرياض الدولي أن يصل عدد زوار المعرض إلى مليوني زائر، ويرى الأكاديمي الدكتور عبدالرحمن البارقي أن شغف السعوديين بالقراءة أمر واقع في ظل الانفتاح على المعرفة وقبول التعايش من خلال التواصل الفكري والثقافي، ما دفعهم إلى التوافد على المعرض بأعداد كبيرة. منيف ليس سعوديا من جانب آخر، ضمن أحاديث البهو استعاد عدد من النقاد سيرة الروائي الراحل عبدالرحمن منيف، وأبدى الناقد الدكتور سحمي الهاجري تحفظه على تصنيف منيف ضمن الروائيين السعوديين، كونه ولد في بيئة أخرى وعاش خارج الحدود وكتب عن المجتمع السعودي في مدن الملح فقط برؤية مغايرة لمن كتبوا من الداخل، ووصف الناقد الدكتور حسن النعمي، منيف بالكاتب العربي بل الإنساني كونه في عالم بلا خرائط كتب رواية اللا مكان. أما مدير عام الأندية الأدبية الدكتور أحمد قران فعقد اتفاقا شفهيا مع هيئة الكتاب المصرية يتضمن تكفل الهيئة بطباعة 30 عملا إبداعيا سعوديا سنويا مقابل طباعة ثلاثين عملا إبداعيا مصريا، لافتا إلى أن قدرة المصريين على التسويق والقراءة النقدية والكتابة عن المنتج كبيرة، ما سيجعل من نتاج الكتاب والأدباء السعوديين حاضرا في المشهدين المصري والعربي، مؤكدا أنه يعمل على رؤية ثقافية للتواصل والتفاعل بين المؤسسات الثقافية المحلية والفضاء العربي من خلال تبادل استضافة المبدعين العرب في الأندية الأدبية وقبول دعوات هيئات الكتاب العربية ودور النشر للمشاركة معهم في فعالياتهم خلال معارض الكتب والمناسبات الثقافية ما يكسر حواجز التباعد ويؤاخي بين وجهات النظر ويقارب الأفكار والتوجهات ويضع الآخرين أمام صورة ناصعة للمثقف السعودي. وأبدى عدد من الناشرين قلقا من الاعتراض على بعض العناوين الحادة، والتي تتناول الشأن المحلي، مؤكدين أن هناك عناوين صارخة وحادة، إلا أن المضامين غالبا ما تكون بريئة من قصد الإساءة للثوابت، ما يستدعي التخفيف من الرقابة، فالكتاب ليس من عنوانه.