انتشر الذباب والبعوض بعد الأمطار التي هطلت على مدينة جدة أخيرا، وبدلا من أن تتحرك الأمانة وتصحح إخفاقها في التعامل مع المطر بمكافحة تلك الحشرات المزعجة عبر شفط وردم المستنقعات التي استحوذت على مساحات واسعة من المحافظة، وغدت تصدر لنا تلك الكائنات فضلا عن الروائح الكريهة، تركت المشكلة تتفاقم، وبتنا نشاهد البحيرات الراكدة في غالبية أجزاء جدة، رغم مضي وقت طويل على هطول تلك الأمطار. توفير بيئة صحية ضرورة ومطلب مهم للإنسان، ولتحقيق ذلك يستدعي الأمر تضافر الجهات المختصة، للقضاء على الملوثات، ويأتي في مقدمتها الذباب والبعوض، اللذان ينقلان كثيرا من الأمراض، وتأخر الأمانة في التحرك للمكافحة يثير التساؤل والاستغراب فهذا من أهم مهماتها وتقاعسها عن ذلك يسبب المزيد من التضجر، وقد كانت للأمانة جهود مقدرة في المكافحة في زمن سابق، مقارنة بالوضع الحالي، رغم انتشار التقنيات الحديثة في المكافحة وتقدم الإمكانات المتاحة لها. ولا بد من تكثيف حملات مكافحة تلك الحشرات، ونشر التوعية داخل المنازل حتى لا يصبح الوضع كارثيا، وأتمنى ألا تتحجج الأمانة بنقص الاعتمادات المالية فالدولة لا تألو جهدا في بذل الغالي والنفيس في سبيل صحة المواطن، ولا بد أن تكون هناك مرونة في تناقل بنود الميزانية، فالصحة في المرحلة الراهنة أهم بكثير من الترفيه والرياضة، والاستعانة بجهود القطاع الخاص مطلب ملح لتكامل الجهود، ونتمنى من أمين جدة المزيد من الشفافية حتى تتضافر الجهود ويقضى على الذباب والبعوض والفئران التي انتشرت في شوارع جدة وأصبحت تهدد البيئة وسلامة الناس. [email protected]