«تهوى القلوب من كان للقلب قريب.. وتنسى الذي عن العيون بعيد».. بيت شعر ينطبق كثيرا على «خباش»، فموقعها النائي في صحراء الربع الخالي ربما جعلها بعيدة عن أعين المسؤولين والجهات المختصة، فغابت عنها كثير من الخدمات التنموية الأساسية، ووجدت فيها العمالة المخالفة بيئة ملائمة لممارسة تجاوزاتها المختلفة. ويشكو سكان المحافظة الواقعة على بعد 80 كيلومترا شرق نجران من تهالك الطرق وغياب السفلتة والإنارة والرصف وتدني مستوى الإصحاح البيئي، وتكدس النفايات، مع افتقادهم للمتنزهات والمرافق الترفيهية، وشبكة المياه، فضلا عن تزايد أعداد المخالفين، مرجعين النقص الذي يعانون منه في الخدمات إلى وقوعهم في منطقة نائية في قلب الصحراء، داعين إلى الالتفات إليهم وتزويدهم بما يحتاجونه من خدمات البنية التحتية. وتذمر هادي آل كليب من غياب المشاريع التنموية عن محافظة خباش، مشيرا إلى أن شوارعها محطمة بلا سفلتة ورصف وإنارة، إضافة إلى أن الحفر التي تنتشر فيها بكثافة أتلفت المركبات، وجعلتهم يترددون باستمرار على ورش الصيانة. ورأى أن خباش تعاني من تزايد أعداد العمالة المخالفة التي تمارس تجاوزات في ظل غياب الجهات المختصة، مبينا أن غالبيتهم يمارسون تربية وبيع الدواجن في ظروف غير صحية، ويغذونها على أسمدة ضارة. وأشار إلى أن مزارع الدواجن المخالفة تشهد نفوق كثير من الدجاج، فتتخلص منه العمالة برميه في الشوارع، مشكلة بؤرا للحشرات والروائح الكريهة والأمراض، لافتا إلى أن مطالبهم المتكررة للجهات المختصة بمعالجة الوضع لم تجد نفعا. واستاء آل كليب من حالة العطش التي تعانيها غالبية منازل المحافظة القديمة والجديدة، لافتقادها شبكة المياه، لافتا إلى أنهم يعتمدون على الأشياب في السقيا ما أنهكهم ماديا وضاعف معاناتهم. وتساءل عن أسباب تعثر مشروع الإنارة منذ ما يزيد على أربع سنوات، متوقعا أن يكون موقع خباش في منطقة نائية جعلها بعيدة عن أعين المسؤولين، وبذلك حرمت من كثير من الخدمات التنموية الأساسية. وانتقد تدني مستوى الإصحاح البيئي في خباش، مشيرا إلى أن النفايات تنتشر بكثافة في الطرق، في ظل النقص الحاد في الحاويات وغياب عمال النظافة. وشدد هادي محمد اليامي على ضرورة اكتمال الطريق الداخلي للمحافظة المزدوج، مبينا أن خباش تعاني من عدم وجود ميدان أو إشارات مرورية لتقاطع طريق المحافظة مع الطريق الدولي، متسائلا عن تعطل تشغيل مشروع إنارة طريق نجران خباش شرورة، رغم الانتهاء منه منذ سنوات عدة. وطالب بتزويدهم بفروع للبنوك وصرافات، مشيرا إلى أنه لا يوجد في المحافظة بأكملها سوى صراف واحد، لا يحتوي على مبالغ مالية في غالبية الوقت. واستهل حمد علي آل كليب حديثه بالقول: «يبدو أن موقع خباش في منطقة نائية في قلب الصحراء جعلها بعيدة عن أعين المسؤولين، فحرمت كثيرا من المشاريع التنموية الأساسية»، مشيرا إلى أنها تعاني من تهالك الطرق، وافتقادها للسفلتة، وانعدام الرصف والإنارة. وأوضح أن شوارع خباش تعاني في مواسم الرياح من زحف الرمال عليها ما يجعلها تعيق حركة العابرين عليها، وتسببها في كثير من الحوادث، داعيا إلى معالجة المشكلة بالتشجير والاهتمام بالطرق. ودعا آل كليب إلى تحسين مداخل خباش وشوارعها الرئيسية وتزويدها بالإنارة، مبينا أن الطلبة يعانون من تعطل الحافلات المدرسية وتعثرها في الكثبان الرملية. وحذر من افتقاد كثير من الطرق للإشارات الضوئية واللوحات الإرشادية، فضلا عن انتشار المنحنيات والمنعطفات والتقاطعات الخطرة فيها، داعيا الجهات المختصة وفي مقدمتها الإمارة إلى النظر إلى خباش باهتمام، وتزويدها بما تحتاجه من الخدمات، وتكثيف الحملات الأمنية فيها.