مع كل دورة جديدة لمعرض الكتاب يتطلع المهتمون بصناعة الكتاب ونشره ومحبو القراءة والثقافة إلى معرفة الجديد والمتجدد في الدورة المنتظرة لسوق خير جليس، ويظل المشرف العام على الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام المشرف على معرض الرياضوجدة للكتاب الدكتور عبدالرحمن بن ناصر العاصم أبرز الشخصيات المعنية بنجاحات معرضي كتابي الرياضوجدة، وبمناسبة اقتراب تدشين الدورة (الثالثة) لمعرض عروس البحر كان هذا الحوار: •ما جديدكم لهذا العام في معرض جدة؟ ••عملنا خلال الفترة الماضية بآليات جديدة لتنظيم معرض جدة للكتاب لتحقيق تطلعات أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، ومحافظ مدينة جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد بتقديم معرض يعكس مكانة الثقافة السعودية عربياً وعالمياً، ويرتقي لتطلعات زوار المعرض. وهذا العام كان من اهتماماتنا خلق تجربة فريدة لزوار المعرض، وذلك بأن يكون المعرض تظاهرة ثقافية تضم إلى جانب بيع الكتب فعاليات ثقافية محلية ودولية متنوعة تشمل الفعاليات المنبرية والمعارض وورش العمل الثقافية والفنية، إضافة إلى المشاركات الثقافية الدولية. فالتنظيم لهذه المناسبة أخذ أكثر من بعد، إلا أن أبرز ما يشغلنا دوماً يتصل باستيعاب المستجدات في قطاع صناعة الكتاب ونشره، من خلال اختيار دور النشر المشاركة وعناوين الكتب بما يتماشى مع تطلعات زوار المعرض. إضافة إلى مواكبة رؤية المملكة، وذلك بإتاحة الفرصة للشباب ليحضروا شركاء فاعلين في كل تفاصيل المعرض، إيماناً بما تمثله هذه الشريحة كضامن لنجاح فعالياتنا الثقافية، من خلال مشاركتهم في مبادراتهم ومشاريعهم الثقافية في جميع الفروع المعرفية. وأصدقك القول إننا نواصل العمل على مدار الساعة عبر فريق متجانس لنكون في مستوى تطلعات المسؤولين والزوار. فعلى مستوى دور النشر حرصنا على أن تكون المشاركات لدور النشر ذات القيمة بالنسبة للقارئ، من خلال الاعتماد على عدد من المعايير كعدد الإصدارات وحداثتها. أما ما يتصل بالفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة فقد حرصنا على تنوعها بمشاركة دولية. • من هي الدولة ضيف الشرف لمعرض جدة؟ ••معرض جدة الدولي للكتاب لم يستضف دولة شرف في دورته الأولى ولا الثانية وفي الدورة الحالية أيضاً. نحن نعتبر كل الدول المشاركة بدور نشر أو بإقامة فعاليات ثقافية وفنية ضيوف شرف. وليس بالضرورة أن نكرر دائماً آلية العمل المتبعة في معرض الرياض باستضافة ضيف شرف، وهي في كل حال محل دراسة للدورة الرابعة بإذن الله. فالمعرض يضم نحو 500 دار نشر محلية وعربية وعالمية من 42 دولة، تقدم الإنتاج الفكري المتنوع في مختلف فروع المعرفة. وحقيقة نحن ننظر لهم كشركاء للنجاح ولن نألو جهداً في سبيل تيسير وتعزيز مشاركاتهم. • أين وصلنا في مشروع صناعة الكتاب؟ ••أعتقد أننا في المملكة العربية السعودية من أكبر أسواق معارض الكتاب الدولية، وأكبر دليل عدد المتقدمين للمشاركة سواء في معرض جدة أو الرياض. وصناعة الكتاب في المملكة العربية السعودية قطعت شوطاً كبيراً وباتت الكتب المنتجة بواسطة دور النشر السعودية من أكثر الكتب مبيعاً. ولكنها من وجهة نظري لا زالت في البداية في ما يتصل بالنشر الإلكتروني. وعلى ثقة بأن الناشر السعودي مهتم بمواكبة التطورات الحديثة في صناعة الكتاب ونشره على مستوى النوع والكم، أعني العناوين، والمؤلفين، والإخراج، والتسويق، وتوظيف التقنية. • يظل موضوع الرقابة من المواضيع الشائكة والشيّقة، هل سيختفي الرقيب عن معرض جدة؟ ••كل دولة لها أنظمتها، ونحن نعمل تحت مظلة هذه الأنظمة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إلغاء الرقابة، ونعمل بكل جهد لضمان عدم تواجد مطبوعات مخالفة. ومن يخالف فستتخذ في حقه أشد العقوبات والمنع من المشاركة في معارض المملكة العربية السعودية. ودور الرقابة بشكل عام أصبح روتينياً نعمل عليه من خلال ثلاث مراحل أولية؛ تبدأ بأسماء دور النشر المتقدمة للمشاركة، وعناوين الكتب المرسلة من قبل الناشرين، وعند استقبال إرساليات الكتب، ونثق أن الناشر شريك لنا في الرقابة من خلال الالتزام بشروط القبول للمشاركة في المعرض. • ماذا عن دور النشر الممنوعة من المشاركة؟ ••الدور الممنوعة من المشاركة ليس موضوعها رأيا شخصيا من القائمين على المعرض، ولا موقفا من وزارة الثقافة والإعلام. نحن نود أن يحضر الجميع، إلا أن مخالفة الضوابط والأنظمة تستدعي اتخاذ بعض الإجراءات بما فيها المنع. وهذا حق مشروع للقائمين على معارض الكتب في جميع دول العالم، وهناك أكثر من دار مدرجة في قائمة المنع (بلاك لست). • لماذا أحجمتم عن الاستمرار في دعوة المثقفين كالعادة؟ ••ليس هناك إحجام وستوجه الدعوة للمثقفين والأدباء والمهتمين من المنطقة لحضور حفلة الافتتاح، ونسعد ونعتز ونتشرف بحضور الجميع من كافة أنحاء مملكتنا الغالية. وإن كنت تعني الدعوة والاستضافة فحالياً نعمل على وضع آلية تضمن تحقيق الهدف من الدعوات. فمن الصعب أن تستمر الدعوات بذات الآلية، والأصعب أن تتيح الفرصة ل 100 مثقف لحضور معرض كتاب لمدة 10 أيام وتحرم آلافا آخرين، هناك تجديد في آلية الدعوات بهدف منح الفرصة لكل النخبة المثقفة للحضور، ثم معارض الكتب للجميع وليست خاصة بالمثقف أو الأديب، وفي معرض جدة سنستضيف المشاركين في الفعاليات الثقافية. ومما يؤسف له أن الدعوات خلقت حساسية بين المثقفين والوزارة، ونتمنى أن يلتمس الجميع لنا العذر. • ماذا عن الكتاب الإلكتروني؟ ••تجربة جديدة نرجو أن تجد رواجاً وتنجح في معرض جدة الدولي في دوته الثالثة، ولا شك أن مدى نجاحها يعتمد على المُنتج والذي يمثله الناشر والمستهلك والذي يمثله القارئ، وبأي حال نحن ندعم كل المشاريع الثقافية بما فيها الكتاب الإلكتروني. • هل دخل معرض الكتاب حقبة اقتصاد المعرفة؟ ••مؤكد، ورؤية المملكة تضمنت ذلك، فالاقتصاد المبني على المعرفة من أولويات رؤية المملكة 2030، لذا نحن نضع مفردات الرؤية في الحسبان دائماً في جميع مشاريعنا الثقافية، ولا شك أن معارض الكتب أحد أهم أدوات اقتصاديات المعرفة من خلال تسهيل الوصول للمعلومة ومشاركتها. ويمكن التعرف على ذلك من خلال البرامج الثقافية المصاحبة للمعرض، والتي تضمنت تحدي القراءة ومؤتمر القراء، وكلها تهدف لتعزيز مهارات التعليم الذاتي والمستمر والقدرة على الابتكار. • هل من كلمة أخيرة؟ •• خالص الشكر لكل العاملين في معرض جدة الدولي للكتاب، وشكر خاص لمحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز على دعمه اللامحدود للمعرض، ولوزير الثقافة والإعلام لتسخيره جميع إمكانات الوزارة ومتابعته المباشرة. كما أتشرف بدعوة الجميع لزيارة معرض الكتاب بجدة والاستمتاع بفعالية ثقافية نأمل أن ترتقي لتطلعاتهم.