لقد أقض الإرهاب مضجع الكثير من أهل الأرض دون خوف من الله ولا من العقاب العاجل في الحياة الدنيا. وفي اعتقادي وأجزم بذلك أن الإرهابيين بجميع مسمياتهم لا دين ولا إيمان لهم، فقد قتلوا المصلين في المساجد، كما قتلوا المتعبدين في كنائسهم فأي دين لهؤلاء القتلة ؟ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع قال عند افتتاحه الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، إنه ستتم ملاحقة الإرهاب حتى يختفي، كما جاء في كلمة سموه. وكان سموه خاطب أصحاب السمو وأصحاب المعالي وزراء الدفاع بعد أن رحب بهم بقوله: «أولاً أرحب باسم خادم الحرمين الشريفين بإخواني وزملائي أصحاب السمو وأصحاب المعالي وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، ولا شك أن اجتماعنا اليوم هو اجتماع مهم جداً، لأنه في السنوات الماضية كان الإرهاب يعمل في جميع دولنا، وأغلب هذه المنظمات تعمل في عدة دول بدون أن يكون هناك تنسيق قوي وجيد ومميز بين الدول الإسلامية، اليوم هذا الشيء انتهى بوجود هذا التحالف، فاليوم تُرسل أكثر من 40 دولة إسلامية إشارة قوية جداً بأنها سوف تعمل معاً وسوف تنسق بشكل قوي جداً لدعم جهود بعضها البعض سواء الجهود العسكرية أو الجانب المالي أو الجانب الاستخباراتي أو الجانب السياسي، فهذا الشيء سوف يحصل اليوم وكل دولة سوف تقدم ما تستطيع في كل مجال حسب قدراتها وإمكانياتها». ثم أضاف سمو الأمير محمد، بعد أن قدم التعازي لمصر شعباً وقيادةً على ما حدث في الأيام الأخيرة من قتل للمصلين: «اليوم الإرهاب والتطرف ليس أكبر خطر حققه هو قتل الأبرياء أو نشر الكراهية، أكبر خطر عمله الإرهاب المتطرف هو تشويه سمعة ديننا الحنيف وتشويه عقيدتنا، لذلك لن نسمح بما قاموا به من تشويه لهذه العقيدة السمحة ومن ترويع للأبرياء في الدول الإسلامية وفي جميع دول العالم بأن يستمر أكثر من اليوم، فاليوم بدأت ملاحقة الإرهاب واليوم نرى هزائمه في كثير من دول العالم خصوصاً في الدول الإسلامية، واليوم سوف نؤكد أننا سوف نكون نحن من يلحق وراءه حتى يختفي تماماً من وجه الأرض». والواقع أنه كما قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد العيسى في كلمته بالاجتماع: «إن الإرهاب لم يقم على كيان سياسي ولا عسكري، بل على أيديولوجية متطرفة، مبيناً أن الوقائع التاريخية والسجل العلمي للإرث الإسلامي يثبت أن الإسلام رحَّبَ بكل معاني السلام حتى أصبح جزءاً رئيساً من تعاليمه، ومفردةً مهمة في قاموسه، كما أقر منطق الاختلاف والتنوع والتعددية، وحمى الحقوق والحريات، وفتح العقل على آفاق أوسع، ووضع له قواعد تحفظ توازنه الفكري، نجدها جلية في نصوص الشريعة». والسؤال هو: لصالح من هذه العمليات الإرهابية، التي نسأل الله أن يوفق الجميع لمحاربة من يعمل على تشويه ديننا الإسلامي والإساءة إلى الإسلام عامة.. وحسبنا الله وكفى. السطر الأخير: «أنه من قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا». [email protected]