الإرهاب هو آفة العصر دون منازع، هذه حقيقة يعرفها الجميع ويعملون على مكافحتها كل بطريقته وتصوره وفهمه لماهية الإرهاب. نحن في العالمين العربي والإسلامي الأكثر تضرراً من الإرهاب الذي ارتدى رداء الدين لتحقيق أهداف دنيوية وهذا ظاهر للعيان، فإرهابيون استخدموا الدين ولووا أعناق النصوص الشرعية من أجل أن تتماشى مع أعمالهم التي لا يقرها شرع ولا عقل ولا منطق، فديننا الإسلامي الحنيف دين يحارب كل ما يلحق الضرر بالإنسان ليس الإنسان المسلم فحسب وإنما الإنسان كمخلوق، فنص الآية الكريمة (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) الآية، لقد حرَّم الله سفك الدماء وإزهاق الأرواح تحريمًا شديدًا إلا ما استثناه الشرع، وهذا يشمل المسلم والكافر والمعاهد والمستأمن وأهل الذمة، فقتل النفس عظيم عند المولى عز وجل وكبيرة من الكبائر ورغم ذلك فالإرهابيون يفعلونه دون رادع أو وازع. بالأمس افتتح سمو ولي العهد اجتماع وزراء دفاع التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب وهو التحالف الفريد من نوعه على مستوى العالم، فمعظم دول العالم تحارب الإرهاب بجهود ذاتية وأيضاً بتعاون حسب مقتضيات الحاجة، وبذلك تنجح أحياناً وتفشل أحياناً أخرى، كون التعامل مع الإرهاب مرحلياً دون إستراتيجية دائمة تؤدي إلى القضاء عليه، وعلى مسبباته، فمحاربة الإرهاب لا تقتصر على الجهود العسكرية والأمنية بل هناك المحاربة على مستوى الفكر الذي يعتبر المحرك الأول لأي عمل إرهابي، فكان إنشاء التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب من أجل وضع إستراتيجيات تشمل مكافحة كل عناصر وتفاصيل الإرهاب ومكوناته. الأمير محمد بن سلمان بعث برسالة قوية عندما قال في افتتاح الاجتماع: "اليوم تُرسل أكثر من أربعين دولة إسلامية إشارة قوية جداً بأنها سوف تعمل معاً وسوف تنسق بشكل قوي جداً لدعم جهود بعضها البعض سواء الجهود العسكرية أو الجانب المالي أو الجانب الاستخباراتي أو الجانب السياسي"، وهذا يعطينا دلالة قوية أن العمل الفردي لم يعد خياراً مطروحاً، فالآن وقت العمل الجماعي بتنسيق عالي المستوى يؤسس لمرحلة جديدة مبنية على أسس متينة من العمل المشترك، وفصّل سمو ولي العهد ما تسبب به الإرهاب "الإرهاب المتطرف هو تشويه سمعة ديننا الحنيف وتشويه عقيدتنا، لذلك لن نسمح بما قاموا به من تشويه لهذه العقيدة السمحاء ومن ترويع للأبرياء في الدول الإسلامية وفي جميع دول العالم" وهذا أمر يوليه سمو ولي العهد جل اهتمامه وهو أمر جدير بالاهتمام الكامل، ونعرف تمام المعرفة أن المملكة رائدة العالمين العربي والإسلامي والمنافح الأول عن ديننا لن ترضى بإلصاق تهمة الإرهاب به من كائن من كان.