المسرح هو المكان الأقرب إلى قلب كل فنان، إذ يعتبره الفنان المكان الحقيقي الذي يشعر فيه برد فعل الجمهور وتفاعله معه. ورغم ما تمثله خشبة المسرح في نشر الثقافة والسعادة لدى الفنان والجمهور، إلا أنها أيضا قد عاشت بعض الوقائع المؤسفة، إذ شهدت آخر لحظات الحياة لعدد من الفنانين الذين ظلوا مستمرين في إيصال البسمة إلى جماهيرهم حتى آخر أنفاسهم، ومنهم العملاق طلال مداح. إذ يعتبر طلال مداح واحدا من أشهر المطربين والملحنين في السعودية ومنطقة الخليج العربي، وقد أطلقت عليه عدة ألقاب؛ نظرا لجمال أدائه وتميز ألحانه، ومن تلك الألقاب: قيثارة الشرق، صوت الأرض، فقد رحل المطرب السعودي طلال مداح عن عالمنا وهو يبلغ من العمر 60 عاما بطريقة أبكت قلوب محبيه قبل أعينهم، وذلك أثناء جلوسه على كرسيه فوق خشبة مسرح «المفتاحة» في أبها وهو يستعد للغناء، ليسقط فجأة من على الكرسي لافظا أنفاسه الأخيرة. وتزامنا مع وجود الموسيقار العالمي ياني في المملكة العربية السعودية، فقد أجاب عن سؤال طرحته عليه «عكاظ» في جدة خلال المؤتمر الصحفي السابق لتأدية حفلته المقامة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بتنظيم من هيئة الترفية بقوله: إن من وجهة نظرة أي فنان أو موسيقي، فإنه يريد أن يقضي أيامه مع ما يسعده من أشخاص وأشياء قريبة إلى القلب، ملموسة أو غير ملموسة، كالفن والموسيقى". وواصل إجابته عن سؤال حول مدى معرفته واطلاعه على الموسيقى العربية، والسعودية تحديدا، «أنها قليلة»، ولكن من خلال زيارته للمملكة سيعمل على إثراء فضوله حول هذا اللون الموسيقي اللافت للنظر. ومن جهة أخرى، أكمل أنه يطمح إلى أن يلتقي بفنانين وفنانات وموسيقيين سعوديين لكي يتشارك معهم فنه مع اختلافات الثقافات.