قبل شهر وعشرة أيام كنت في زيارة لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست». وبعد جولة لم تغطِ جميع مرافق الجامعة لضيق الوقت اجتمعت مع الدكتورة نجاح عشري نائب مدير كاوست. حيث تعرفت على بعض جوانب خدمة المجتمع التي تقدمها الجامعة بالرغم من أنها جامعة مخصصة لطلبة الدراسات العليا في المجالات العلمية سواءً طلبة سعوديين أو من خارج المملكة. تحت إشراف كوادر أكاديمية بحثية عالمية. إلا أنه في اليوم الذي زرتها فيه كانت نائب المدير منهمكة في لقاء احتفالي مع معلمات مدارس ثول والقرى المجاورة على سبيل تكريمهن في يوم المعلم. وهذه لفتة مجتمعية رائعة من الجامعة التي تبدو للرائي كما لو كانت معزولة عن بيئتها السعودية بسبب الروح العالمية والعلمية التي تصبغ المكان. ووجدت أن جميع موظفي الجامعة مرحبين وسعداء ويتنافسون في شرح المرافق وإبهارنا بإمكانات الجامعة واطلاعنا على آخر أخبارها. أظن أنهم قلة من الشعب السعودي الذين لا يُسحلون لدواماتهم كل صباح بضجر وانعدام طموح. وتقوم الجامعة بشراكة مع المجتمع من خلال إطلاقها لحزمة من برامج رعاية الموهوبين والبرامج الصيفية للأطفال منذ الصف الرابع وحتى ابتعاث الطلاب لمرحلة البكالوريوس حتى يعودوا لاستكمال تعليمهم العالي في جامعة كاوست. وعبر برنامجيها «معهد العلوم البحثية» و«برنامج رعاية الطلبة السعوديين الموهوبين» تتعاون كاوست مع اللجنة العلمية في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، لرعاية الطلبة الموهوبين ودعمهم العلمي. ولعل المتجول في الجامعة يتصور أنه في مدينة ترفيهية تقوم على سحر العلوم. منذ مكتبتها الإلكترونية ذات الواجهة الزجاجية المفتوحة على إطلالة بحرية مميزة تتوسطها منارة بيضاء شبيهة بالفنار الذي يدل السفن في عباب البحار المظلمة كما تدل المكتبة طلابها في بحر العلم الزاخر. وللمنارة رمزية مهمة على جدران الجامعة حيث تجدها في أكثر من موقع كخلفية لصورة المغفور له الملك عبدالله صاحب حلم كاوست. أما المقولة في عنوان المقال: «كاوست محرّك الحلم» فتنسب لولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وهي إحدى المقولات التي سمعتها أثناء الجولة وأعجبتني فتبنيتها وأصبحت ممن يعقدون الأمل الكبير على هذه الجامعة الشابة التي أصبحت اليوم من بين جامعات العالم العريقة، الجامعة الأكثر استشهادًا بأبحاثها. وتصدرت دراساتها أغلفة أهم المجلات العلمية. بقي لدي أمنية وهي أن توسع الجامعة من شريحة الباحثين السعوديين من طلبة ماجستير ودكتوراه وتخفف من معايير القبول حتى يصبح العدد أكبر. أقول هذا لإنها كاوست حيث أقاصي الحلم الوطني. Mayk_0_0@ [email protected]