إنه اليوم الثاني والعشرون من نوفمبر. فصباح الاستقلال المجيد للبنان الغالي. في تشرين الثاني عام 1943م. نفد صبر اللبنانيين على الانتداب الفرنسي وهو يعدهم بالخروج من وطنهم منذ عشر سنوات ولم يفِ بوعده. فقالوا: الاستقلال يؤخذ ولا يعطى. ثم كان الإعلان عن الاستقلال. قام بشارة خوري وعبدالحميد كرامي ورياض الصلح وكميل شمعون وغيرهم كثير من القادة المناضلين على خوض معركة الاستقلال عبر ترشيح أنفسهم للانتخابات التي فازوا بها تحت نظر الانتداب الفرنسي وعيّن بشارة الخوري رئيسا للجمهورية ورياض الصلح رئيسا للحكومة وشكلا فريقا من أعضاء البرلمان والوزراء الوطنيين الذين توحدت كلمتهم لإخراج لبنان من سطوة الانتداب الفرنسي إلى إعلان بنود الاستقلال وأعلنوها في البيان الوزاري التالي، حيث حددوا أهداف الحكومة وبأنهم سيحذفون من الدستور جميع البنود والنصوص التي تشير إلى الانتداب الفرنسي وسيعلنون اللغة العربية اللغة الوحيدة للبلاد، وبأن لبنان بلد ذو وجهٍ عربي. لا يحكمه الغرب ولا الشرق. دفع اللبنانيون شعبًا وحكومةً الثمن غاليًا عقابًا على اختيارهم العروبة وإعلان الاستقلال فعاقبهم الانتداب الفرنسي على تعديل الدستور وخاضوا من أجل الاستقلال معارك كثيرة وثورات حمراء. رمزوا لها بخطين عريضين في العلم اللبناني الجديد. مع خلفيةٍ بيضاء لشجرة الأرز دلالة على أن لبنان بلدٌ للسلام. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يختار فيها اللبنانيون العروبة ويخوضون من أجل كرامتهم حروبا للاستقلال، فقبل الانتداب الفرنسي بعقود، أي مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين اختار اللبنانيون كذلك أن يكونوا مع الثورة العربية وقاوموا الوجود العثماني. إنه بلدٌ حباه الله بطبيعة ساحرة أخّاذة ومتنوعة كتنوع شعبه الكريم وثراء تاريخه. هو شعب عربي كريم يستحق الاستقلال وتستحقه العروبة. فكل عام ولبنان مستقل وداعٍ للسلام. وكما ثار على الوجود العثماني وناضل لكي يتخلص من الانتداب الفرنسي. سوف يفعلها هذه المرة ويختار عروبته ويسحب السلاح من الميليشيات المدعومة من إيران الموجهة لخاصرة العروبة. إنها المرة الثالثة والأخيرة. سيفعلها لبنان إن شاء الله. Mayk_0_0@ [email protected]