بشارة الخوري هو أول رئيس للجمهورية في لبنان. حكاية الاستقلال كتبها مع زميله الرئيس رياض الصلح عندما اعتقلا سويا في قلعة راشيا (شرق لبنان) من قبل جيش الاحتلال الفرنسي ليعلنا بعد ذلك استقلال لبنان وتحوله إلى بلد حر ومستقل. وبعد 68 عاما ها هو الإهمال يفتك بتمثال الرئيس بشارة الخوري في بيروت حيث يقف متسمرا وإلى جانبه مستوعبات النفايات إضافة لغرف مخصصة للعمال من دون أن يعمد أي مسؤول رسمي أو مؤسسة أهلية أو بلدية على معالجة الأمر فسكان المنطقة التي يقف فيها التمثال لم يعودوا يقصدونه لتكريمه أو تذكر أفضاله على لبنان واللبنانيين بل يأتون ليضعوا نفاياتهم في المستوعب المخصص للنفايات المركون إلى جانبه. حكاية تمثال الرئيس بشارة الخوري الذي يحمل الدستور بيده مع الإهمال والجهل ليست الأولى، فوجوده في منتصف محور طريق رأس النبع ببيروت جعله خطا للتماس في الحرب الأهلية ليفصل بين بيروتالشرقيةوبيروتالغربية، والرصاص الذي لم يجرؤ الفرنسي على إطلاقه عليه أطلقه مسلحو الميليشيات اللبنانية على تمثاله الذي اقتلع ليعاد إلى مكانه بعد توقيع اتفاق الطائف. زميله الرئيس رياض الصلح نجا بتمثاله من الإهمال بفضل رعاية شركة سوليدير له لوقوفه في وسط بيروت فيما الرئيس بشارة الخوري لم يجد من يهتم بتمثاله ليتحول إلى لعنة تحكي قصة شعب ينسى رجاله الكبار.