عزا الناقد الدكتور سعد البازعي تحول العلوم الإنسانية إلى كيانات هامشية أو شبه هامشية، إلى تقاطع مكونات ثقافية تتمثل في الخط التقليدي القادم من الموروث، والخط الحداثي الذي تشكلت بمقتضاه الكثير من بُنانا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما فيها النظام التعليمي. وكان البازعي قد حصد جائزة السلطان قابوس للنقد الأدبي (2017)، واعتبرها لفتة كريمة نحو العلوم الإنسانية، والمشتغلين في الحقل النقدي بالمملكة والعالم العربي والإنسانية جمعاء. وأكد ل«عكاظ» أن الجوائز محفزات على العمل والإنتاج وخدمة المشروع المعني بالإنسان، موضحاً أن قيمة الجائزة في ما تعكسه من إشعار واعتبار للفائز بأن الآخرين يثمنون لمن يعمل ويقدرون عمله، ويرصدون المنجز ويقيمونه دون علمه، لافتاً إلى أن المثقف والناقد يعنيه في المقام الأول حسن الأداء والاضطلاع بالتميز في كل كتاب أو بحث أو مشاركة، مثمناً للجنة الجائزة اختيار حقل النقد الأدبي باعتباره متصلاً اتصالاً وثيقاً بالعلوم الإنسانية. وأضاف «أجمل الجوائز هي في الفيض من المشاعر النبيلة بكل ما تحمل من حب»، مشيراً إلى أن جائزة يتبناها بلد ناهض بحجم سلطنة عمان لها أكبر الدلالة والأثر في نفسه؛ إذ إن البلد الشقيق الناهض على كل المستويات وفي طليعتها الثقافة والعلوم والآداب، له معنى خاص كون الجائزة تحمل اسم قائد تلك نهضة العمانية الحديثة السلطان قابوس ما يمنحها قيمة مضاعفة، وعبّر البازعي عن قناعته الراسخة بأن علوم الإنسان أو الإنسانيات (الفلسفة وعلم الاجتماع، وعلم النفس والأنثروبولوجيا، والدراسات الأدبية) أهم الحقول المعرفية لأنها تتصل بالإنسان، وتقود الفكر وترسم المستقبل، وثمن البازعي لكل من احتفى معه وبه بهذه الجائزة العالية القدر والمكانة. البازعي خدم العلوم الإنسانية في 40 عاماً بأكثر من 80 مؤلفاً وبحثاً محكماً، ومن إصدارته المطبوعة «قلق المعرفة.. إشكاليات فكرية وثقافية، الاختلاف الثقافي وثقافة الاختلاف، المكون اليهودي في الحضارة الغربية، استقبال الآخر.. الغرب في النقد العربي الحديث، أبواب القصيدة.. قراءات باتجاه الشعر، هموم العقل، ثقافة الصحراء.. دراسات في أدب الجزيرة العربية المعاصر، لغات الشعر قصائد وقراءات، سرد المدن في الرواية والسينما، جدل التجديد.. الشعر السعودي في نصف قرن، شرفات للرؤية العولمة والهوية والتفاعل الثقافي، والناقد». البازعي حاصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة الملك سعود بالرياض (1974)، والماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة بردو بولاية إنديانا (1978)، والدكتوراه في الأدب الإنجليزي والأمريكي من جامعة بردو (1983)، وعمل أستاذاً للأدب الإنجليزي المقارن بجامعة الملك سعود بالرياض منذ 1984، ورأس النادي الأدبي بالرياض، ثم نال عضوية مجلس الشورى عام (2009)، وفاز بجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب (2012).