شاركت الصحوة وجماعة الإخوان المسلمين في توسيع حجم الاختراق الإيراني في صفوف التطرّف السني والشيعي واليسار العربي العلماني، مما يسلط الضوء على العقيدة الإرهابية للنظام الإيراني والمصالح المشتركة مع جميع قوى التطرّف العالمية المسلحة لتغليب القتل والدمار على السلم والأمن. ولا يخفى أن الحرس الثوري امتطى ظهور الحركيين الشيعة واليسار العربي ونسق تجنيدهم في حرب العراق-إيران وشكل ميليشياتهم في البلدان العربية، ابتداء من حزب الله في لبنان وأفرعه في دول الخليج، بالتعاون مع النظام البعثي في سورية الذي وجد ضالته في النكاية بنظام العراق البعثي وفي دول الخليج العربي. أثبتت السعودية بموقفها من غلو الخطاب الديني، وفضح جماعة الإخوان المسلمين، وموقفها مع دول المقاطعة الأربع في قضية قطر تمسكها بجدية الحرب على الإرهاب حتى لو كان من شريك المذهب والجغرافيا والكتلة السياسية والاقتصادية الأقرب لها، مجلس دول التعاون الخليجي، مع استمرارها في دعم مبادرات السلام، والحلول لتخفيف وطأة الاحتلال على الشعب الفلسطيني ودعم صموده بالأفعال وليس بالشعارات والدعاية الإعلامية، في كل المناسبات والمحافل الدولية دون استثناء. وضربت مثالا لا يماثله مثال في الالتزام بالثوابت مع مسعاها في بناء الوعي العالمي بخطورة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، والتهديدات القائمة من وجود أي اختراق للإجماع الدولي في الحرب على الإرهاب وتجفيف منابع تمويله وتغطيته الإعلامية، وتجسيد ذلك عبر التزامها وموقفها الحازم مع قطر والحوثيين وحزب الله في لبنان، وتصويب البوصلة نحو إيران الداعم الأكبر للإرهاب في العالم بكل مذاهبه وعقائده الدينية والعلمانية. بهذا القدر من المصداقية والجدية السعودية أفشلت مشروعات فريق الممانعة الإرهابي الدموي وتجاوزت عبء مجادلة بربغندا المزايدة على القضية الفلسطينية، أو التلاعب بمشاعر الجماهير وأدوات الهرب للأمام، واتضح للشعوب المنكوبة تحت سلطة فريق الممانعة الإرهابي الزور والتزييف في مزايدات الصمود المخادع والممانعة الكاذبة أمام واقع التضحيات الكبرى التي قدمتها السعودية لفضح الخرافات وتجريف الوعي وتزوير الحقائق، وتمسكها بتقديم الدعم السخي للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية على المستوى الاقتصادي والمستوى السياسي والمستوى الاجتماعي، رغم كل الارتكابات التي قام بها زعماء من تلك الشعوب بحق السعودية وأمن السعودية في مراحل مختلفة من عمر القضية الفلسطينية، وعمر المشروع الإيراني لتدمير الوطن العربي، كما اتضح للشعوب العربية بالذات مبتغى إيران الولي الفقيه من النفوذ في بلدانهم عندما استمرأت دماءهم ودمرت أوطانهم، واختطفت مستقبلهم وشبابهم، وباء بجريرة تعطيل السلام ومبادرات السلام وفشلها بشكل مباشر فريق الممانعة الذي ابتز الجماهير بتلميع الإرهاب الإيراني والاسترزاق بدماء البشر وهمومهم اليومية والمعيشية، وباع الأحلام لهم، فيما انشغل بتكديس الثروات لزعماء فريق الممانعة، واستقطاب الكوادر والزعامات من السفاحين والشبيحة المرتزقين من استباحة دماء وأعراض الأبرياء مقابل الثراء الشخصي. واتضح لشعوب الخليج الغدر القطري ومخططات تسليم الخليج لدولة الإرهاب الدولي، وتدليس قناة الجزيرة على وعي الشعوب وتحريضهم لهدم بيوتهم للوقوف مع إيران على أطلال السلام في الشرق الأوسط ومنجزات التنمية في الخليج العربي، الذي كانت ستدفع الشعوب ثمنه دماً، والبلدان دماراً. في محاولته التشويش على الشعب اللبناني وبقايا جماهير اليسار العربي ظن رئيس حزب الله الإرهابي اللبناني في خطابه تعليقا على استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أن الشعب اللبناني قد عمي بصره عن القتل اليومي والمذابح التي يقوم بها الحزب وفريق الممانعة وميليشيات إيران الإرهابية الأخرى في الشعب السوري الأعزل، وفي العراق بالتعاون مع الحرس الثوري والحشد الشعبي الإرهابي. استقالة الرئيس الحريري ضيقت الخناق على فريق الممانعة رغم الدعم الإعلامي من قطروإيران، ولم يعد مجدياً إشغال الشعب اللبناني بالخرافات عن استحقاقاته، أو تهميش اعتراض المكون السني والمسيحي في فريق 14 آذار على واقع تغول فريق 8 آذار منذ ماقبل تسوية رئاسة ميشيل عون ومابعدها. رفض التسوية أساساً من أفرقاء في فريق 14 آذار والتحذير من مغبة الانسياق وراء المراوغات والابتزاز والتحايل، لا تزال شاخصة، والتجاهل لكل هذه الحقائق يعيد للأذهان والألسن انتهاك حرمات الأبرياء والعزل في لبنان وسورية والعراق والبحرين، وحتى في العوامية وخلية العبدلي. ولن تجدي همجية وبذاءة فريق الممانعة الإرهابي على المنابر الإعلامية اللبنانية المنتمية لهم في صرف انتباه الجماهير عن كل هذا الواقع المرّ الذي تجرعوه أملا في رؤية ضوء في آخر النفق. الإرهاب الإيراني الدولي المسؤول عن كل هذا هو اليوم في عين العاصفة، ولا يمكن الخروج بمكتسبات من ذلك. السعودية قادت التحالف ضد الإرهاب لمحو الوجود الإرهابي من العراق وسورية واليمن والبحرين، واليوم هو دور حزب الله الإرهابي في لبنان. ابتزاز المسيحيين وإرهابهم بالنزق الإيراني طمعا في موقف تفاوضي أفضل عندما تدور الدوائر ليس مجدياً، وتسويغ الكفر بانتماء لبنان العربي وعمقه، وجامعة الدول العربية ومصالح الشعب اللبناني لا قيمة ولا وجاهة لها، فمقاطعة عربية ودولية للبنان كما حدث مع قطر احتمال وارد.