«اتصل على والدك ليرافقني في الطيارة بدلا من العودة على الطريق»، آخر محادثة بين مساعد الطيار الملازم محمد زبين الشهراني والشاب سعود المتحمي، نجل محافظ محايل عسير، الذي توفي في حادثة طائرة البلاك هوك، بعد مغرب الأحد الماضي. الطيار الشهراني الذي تربطه صداقة مع سعود وتزاملا سويا في الدراسة، حرص على إبلاغ صديقه بضرورة التواصل مع والده بالهاتف أثناء تواجد الوفد في البرك وقبل الإقلاع بقليل، وإبلاغه بمرافقتهم في الطائرة بدلا عن الرحلة البرية غير مأمونة العواقب، لكن الأقدار كتبت للمحافظ صعود الطائرة، فالحذر لا يمنع القدر. الشاب سعود المتحمي نشر تغريدة حزينة على حسابه في تويتر تقطر حزنا على والده الراحل وعلى المرافقين، ولم يخف حزنه على فقد صديقه، فكتب: «فقدت أيضاً في الحادث صديقي وزميل دفعتي الشهم الملازم أول محمد بن زبين الشهراني، كانت آخر محادثة بيننا قبل الإقلاع» ووعد المتحمي والده الراحل بأن كرمه سيظل ممتدا وبيته سيظل مفتوحا للقاصي والداني كما ظل في حياته. وأضاف «استودعتك الله يا حبيبي الذي لا تضيع ودائعه، موعدنا جنات عدن إن شاء الله، نم قرير العين كرمك وبيتك مفتوح للقاصي والداني مثل ما كان». وخيم الحزن على محايل عسير بفقدان محافظ محايل محمد بن سعود المتحمي، الرجل الذي عرف عنه الرقي في حديثه وتعامله مع المراجعين وسكان المحافظة كافة، والحرص على تقديم الخدمات للسكان.