لعل ما قامت به قناة الجزيرة مؤخرا.. جعلنا نستدعي تلك الصور المخزية لطواغيت الإنسانية.. وفي مقدمتهم أبرهة الحبشي.. وسبحان الله كيف تولى الرب حماية بيته.. وأكد ما ذهب إليه العجوز القرشي (عبدالمطلب) عندما ذهب لمقابلة أبرهة لعرض حاجته.. قائلا حاجتي أن يرد على الملك مائتي بعير أصابها لي.. فلما قال له ذلك.. قال أبرهة لقد كنت أعجبتني حين رأيتك.. ثم قد زهدت فيك حين كلمتني.. أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك.. وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لأهدمه لا تكلمني فيه؟.. فقال له عبدالمطلب مقالته الشهيرة التي أخذت منذ نحو ألف وأربعمائة سنة، وهي حية تسعف كل من أراد أن يقف في وجه شياطين الإنس والجن من أمثال المرتزقة في قناة الجزيرة.. أولئك الذين يعيشون على فتات موائد أثرياء الحرب من الحمدين وبطانتهما، قال عبدالمطلب لا فض فوه: إني أنا رب الإبل.. وإن للبيت ربا سيمنعه.. فقال: ما كان ليمتنع مني. قال: أنت وذاك.. وظلت هذه العبارة تسعف كل من أراد أن يقرر حقيقة.. وخاصة في معادلة بين العلو والسمو وأولئك الذين يعيشون على هامش الحياة.. وعلى قارعة الطريق يلجأون إلى الإثارة وإلى اختلاق المواضيع المثيرة.. وكنا لا نبالي إذ إن القاعدة الذهبية، إذا أردت أن تعرف من يقابلك انظر إلى كلامه.. ولكن ولما وصلت الأمور إلى المساس بالمقدسات الطاهرة وفي مقدمتها الكعبة المشرفة بيت الله الحرام الذي شهد انبثاق الدعوات السامية الروحانية من لدن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام حتى محمد صلى الله عليه وسلم.. ولعل التاريخ يحفل بصفحات ناصعة البياض لهذا البلد الطاهر المقدس.. ويضرب الأمثال لكل الطغاة الذين حاولوا المساس بهذا البيت.. ولكن الجهلة من أولئك الذين يسعون للكسب غير المشروع من خلال التسلق على أكتاف المشهورين.. ومن خلال إثارة قضايا كهذه القضية.. الإثارة (الجوفاء) التى تفقد قيمتها ومعانيها من مجرد معرفة من يروجها ويتبناها ظلما وعدوانا في غوغائية نتنة.. وما كان لنا أن نرد على هؤلاء من الكلاب الضالة.. لولا أنهم ارتضوا لهم الخزي والعوار من الله سبحانه وتعالى ومن عباده البررة المخلصين الذين يعرفون الله حق معرفته والذين أغناهم الله من واسع فضله. الكلاب تنبح والقافلة تسير وصدق من قال الكلاب تنبح والقافلة تسير.. ولعلنا نقولها ونحن واثقون من أننا نرتقي فوق رقاب هؤلاء وندوس هاماتهم.. وغدا سيشهد العالم سقوط هؤلاء في الهاوية.. بل وسقوط كل الطواغيت الذين خانوا الله والرسول وخانوا أماناتهم. القشة التى قصمت ظهر البعير لعل قناة الجزيرة لم تجد شيئا تحاول من خلاله النيل من هذه الأسرة الكريمة الحاكمة التى شرفها الله بخدمة الحرمين إلا أن تزعم وتدلس الواقع.. وذهبت إلى أن المظلات التي ستبنى في الحرم لترحم المعتمرين والحجاج والزوار والمصلين من وطأة الحر العالية.. ولم تنشأ هذه الفكرة من فراغ وإنما هي أشبعت درسا.. وأجازها الفضلاء من علماء الأمة.. وجاءت قناة الجزيرة لتشوه هذا المشروع وتفتري على الله الكذب.. وهكذا هو حالها وديدنها دائما.. إذ شبهت هذا المشروع الحيوي الإنساني بأنه سيجعل من مكةالمكرمة أقرب إلى مدينة لاس فيجاس الترفيهية في أمريكا.. التي هي مزار لأمثال من هم وراء قناة الجزيرة ومن يروج لها.. وقديما قيل كل إناء بما فيه ينضح.. الأمر الذي أثار كل الضمائر الحية المؤمنة غيرة ونخوة ونبلا.. لتقف في وجه هذه الأبواق الجوفاء التي تعيش في الظل وتبحث عن الشهرة ولكن أن لها هذا.. بل هي من سقطة إلى سقطة وهكذا هو حال المرجفين والمفترين على الله الكذب مآلهم السقوط في القاع.. وقريبا سيشهد العالم نهايتهم على أيدي المؤمنين من عباده.. وحسبي الله ونعم الوكيل. [email protected]