انقرضت عائلته بأكملها؛ تعددت التفسيرات، البعض يرى أنها عائلة ظالمة، وبما أن لعنة الظلم ماحقة إلى سابع بطن، فقد محقهم الله، وما أبقى منهم إلا (شهوان) الأهبل كما يصفونه، فيما يرى آخرون أن النعمة والترف اللذين عاشوا فيهما أضعف مناعتهم، فنالت منهم الأوبئة وتلاحقوا سريعاً إلى الدار الآخرة. شهوان أنجبه أبوه على كبر، وبحسب رواية القابلة مكث في بطن أمه أربعة أعوام، وخرج بأسنانه كاملة، وكانت كلما سألها أحد عن تاريخ ولادة شهوان ترد «ولد يوم الحصى قرصان، الله واليها»، وظل تفسير حالة الهبل قائماً أيضاً، خصوصاً أن العريفة يطلّق ما ينجب بعد الخمسين إلا واحد ما معه عقل، ويستشهد بالمثل «ولد الشارب للحية، وولد اللحية للخيبة». دخل (الصنيان) على شهوان البيت، وجده وحيداً، ولمح في ركن المجلس أربع خصاف حب، وخصفة قسبة، وسبعة جواليق تمر، وظرف سمن معلّق في وتد، والغنم جلبة في المراح، والبلاد محرثة نهار، قرب منه، ووضع يده فوق ركبته، وقال «ليش يا شهوان تقعد لحالك في هذا البيت المهجور»؟ ردّ عليه «وين أغدي يا عم» ؟ قال أفا عليك، يا ليتها من غيرك، كيف فين تغدي، وبيت عمك الصنيان بيتك، والله يا مرتي شريفة ما تشوفك إلا مثل واحد من عيالها، والبنت علياء عينها منك يا نشمي. عندما سمع اسم علياء كاد قلبه يخرج من بين أضلاعه، وقف وقال «والله ما أخرج عن شورك يا عمي الصنيان، ولكن حلالي ومالي كيف أقفي وأخليه». قال الصنيان: ما عنده خلاف. عندنا وعندك خير، إن كان ودّك تخليه مكانه خلّه، وإن خاطرك طيب نقلناه عندنا، ردّ سريعا «لا والله ننقله لبيتك، وحلالنا واحد». اقترح عليه الصنيان ينقلون الحب والتمر والسمن إذا نامت القرية، عشان أولاد الحرام لا يجدون لهم أمعاء ينفخون فيها. ولم ينتصف الليل، إلا والصنيان حاط رجل على رجل، ومعمّر الغليون، وشريفة تطحن على الرحى، وشهوان في سابع نومة بالقرب من علياء. للحديث بقية. وسلامتكم. Al_ARobai@