منذ حلول شهر شعبان وهاهو رمضان ينتصف , و أنا أجوب منتديات العرب , ومواردهم وتجمعاتهم , لعلي أجد من يفسر لي معنى ( كامش ) وقد وجدت تفسيرا لها غير مقنع في نجد بحيث أنها تعني ( التعرفط ) و الانكماش , ولكن ذكر لي رويحل ابن قطاط أن لها تفسيرا ربما يكون الأكثر دقة في لغة أهل الحجاز , وأن علي أن اشد الرحال إلى هناك لعلي ألتقي باللسانة الشهير ( أسعد عمر قلي ) , فدخلت مكة شرفها الله ليلة السابع من رمضان , وطفت وسعيت بالبيت العتيق , ثم أخذت أتسقط بين زوار بيت الله الأخبار عن أسعد عمر قلي , فذكر لي أصحاب الحوانيت المجاورة للحرم , أنه يقيم في محبس الجن , فذهبت إليه من ساعتي ووجدته بين غلمانه وجواريه , فرحب بي , وبعد أن شربت قهوته سألته عن معنى كلمة ( كامش ) فحمد الله وأثنى عليه , ثم تنحنح وقال : شوف يا ولدي كامش هي جايه من كمش يكمش كمشاً فهو كامش وكمش يعني استولى بلهفة وعجلة إذاً فكامش تعني أن الرجل أدمن الكمش بلهفة غريبة .. ثم ودعته وتوجهت إلى أقرب مكتب برقيات لأضع نقطة نظام أمام الجريدة التي أطل من خلال صفحاتها المدعو كامش والذي يتفاخر ببيع الشعر , والمؤسف أنه إمعاناً بامتهان الشعر وعدم الاستتار من البلاء فقد وضع صورته وهاتف جواله , طيب الجوال يمكن نقول وسيلة اتصال لكن الصورة ليش ..!! يا ناس يا عالم , يا مسئولي الجرايد والمجلات والإذاعات والتلفزيونات والخانات والباصات والقهاوي , خلوا عندكم شوي مصداقية , أنتم جزء من هالمجتمع اللي بلش بكامش وأمثاله , حدوا من التصرفات الهوجاء لهؤلاء ولا تخلونا مسخره للي يسوى واللي ما يسوى , أسألكم بالله في جريدة تحترم نفسها تنشر في ملحقها الشعري قصيدة لشاعر ثم تذيلها بصورته ورقم هاتفه وعبارة ( نبيع جميع قصائد المناسبات ) . أي تخل ٍ عن المهنة , أي إعانة على قتل الأدب تقوم به هذه الصحيفة , ولنفترض أن القصيدة عبارة عن إعلان , هل جريدة بحجم مدينة الرياض اللي نشرت الخبر يمكن أن تتخلى عن مسئوليتها المهنية مقابل مائة ريال ..!! وا خزياه .. وا خزياه .. لكن يبدو أن وباء الكمش قد استشرى بين من يفكون الحرف .. إيييه الله يرحمك يا مُلا عباس , كنت سبع .. كنت ذيب .. كنت نشمي .. كنت زقرتي .. بس كنت راعي نظرة لأنك توقعت اللي صار للشعر من يوم كنت مع بني هلال في تغريبتهم.