أصبح جليا افتقاد الثائر غوتيريس للحكمة والحنكة السياسية، من خلال تخبطاته في اتخاذ القرارات ما أدى إلى وصول المنظمة الأممية إلى مرحلة الحضيض.. غوتيريس لم يثبت على الإطلاق أنه جدير بهذا المنصب الرفيع، الذي يتطلب رؤية وروية واتخاذ القرارات وفق مصالح استراتيجية للدول الأعضاء، لإرساء الأمن والسلم العالمي وعدم تجاهل القضايا العربية والإسلامية التي أصبحت في عهده في الحضيض، وبدلا من إرساء الأمن والسلام والعدل، دعمت الجلاد ورسخت الظلم، ورفضت تعزيز التسامح، الأمر الذي يتطلب ضرورة إعادة النظر في آلية عمل الأممالمتحدة وأنظمتها وقوانينها، خصوصا بعد ما ارتكبه سكرتيرها من أخطاء علنية، وضعت سمعة المنظمة الدولية على المحك، خصوصا بعد التقرير المضلل ضد التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، الذي عكس تخبطها ، فطلب من المنظمات التابعة للأمم المتحدة استعداء كل من يطرح تساؤلات حول التقرير المضلل ، ما يؤكد أنها ما زالت تصر على تسييس قراراتها، بشكل فج ومستفز للدول. وبدلا من استقصاء الأوضاع عبر قنواته الرسمية في اليمن، وتبني نهج أكثر دقة من جانب مُعدي التقرير الخاص بالحرب على اليمن، في رصد وتسجيل وتوثيق الانتهاكات التي تثور بشأنها الادعاءات، اعتمد غوتيريس على تقارير مغرضة وكاذبة تجاهلت مسؤولية الميليشيات الانقلابية عن العدد الضخم من الانتهاكات التي وقعت ضد أطفال اليمن. موقف غوتيريس ضد التحالف العربي يعتبر بكل المعايير إحدى السقطات الكبرى لغوتيريس عندما زعم أنها تقتل الأطفال في اليمن، وهي في الواقع تحميهم، كان من المنتظر أن يعطي السكرتيرالجديد للمنظمة الدولية زخما قويا لمؤسسة تراجع نفوذها أمام الأزمات المتعددة التي يشهدها العالم، خصوصا أن أداء سلفه بان كي مون كان مخيبا للآمال، ولم يتخذ أي موقف حاسم وواضح من النزاعات الكبيرة في سورية واليمن والعراق وليبيا وغيرها، لكنه فشل فشلا ذريعا، في إحدى أخطر الفترات التي يعيشها العالم على مدار تاريخه. .. سقطة غوتيريس الذي ولد وفي فمه ملعقة الفشل هي بحق «أم السقطات» التي عرته أمام العالم أجمع. غوتيريس، نجح بامتياز في إعادة المنظمة الدولية إلى عهد التسييس العلني، والمواقف المنحازة، والظلم رفع شعار «الكيل بمكيالين». مواقف غوتيريس السياسية قد تعيد زمن الحروب العالمية مرة أخرى، ونشر الفوضى السياسية، ومعها التخلف والجهل، بسبب قراراته العرجاء، ويجب كف يده عن العمل فوراً، وإعادة انتخاب بديل له، لئلا يتصارع العالم من جديد، تحت مزاعم جوفاء. ولم يعد سرّا التخبُّط السياسي الذي يعانيه غوتيريس؛ إذ كشفت العديد من المواقف والأزمات، أن وصوله لهذا المنصب كان خطيئة أدت إلى إطلاق رصاصة الرحمة على المنظمة التي عانت الوهن كثيرا، وسقطت منذ أن وقعت تحت سلطة الأمين العام «غريب الأطوار».