شهدت المراقبة الجوية في المملكة العربية السعودية، تواريخ مهمة ولحظات فاصلة في تطورها منذ بداية الاهتمام بها بعد أن نشأت المراقبة الجوية في العالم، ومن ثم بداية الطيران في المملكة. ولا تقل مهمة المراقب الجوي أهمية عن الطيارين، فهو كالطبيب الماهر، يتسمر بالساعات أمام شاشته ليراقب «نبض الطائرات»، إذ تقع على عاتقه تنظيم حركة الطائرات على الأرض وفي السماء لمنع حدوث أي تصادم، إذ إن مع كثافة الحركة الملاحية برزت الحاجة الملحة لتنظيم الحركة الجوية من قبل جهة موحدة، في حين يحتفل مراقبو الأجواء في 20 أكتوبر من كل عام ب«اليوم العالمي للمراقب الجوي». وفي لمحة تاريخية سريعة، شهد العام 1920 نشأة المراقبة الجوية في العالم، أما في المملكة فقد كان العام 1934 نقطة انطلاق الطيران مع قيام شركات البترول، وبعد أن تم تأسيس أول مطار رسمي في جدة، بدأت فكرة تأسيس المراقبة الجوية عام 1945، إذ كانت الخدمة المقدمة عبارة عن مركز تمرير معلومات ملاحية فقط FIC. ونظرا لأهمية هذه المهنة فقد شهد العام 1950 ابتعاث أول طلبة إلى القاهرة لدراسة الحركة الجوية، وأثمرت هذه الخطوة عن إنشاء معهد التدريب الفني للملاحة الجوية في مدينة جدة عام 1962. أما الخطوة الأهم والتي طبعت طابع مهنة المراقبة الجوية بطابع وطني فقد كانت عام 2014 بعدما انتقلت إدارة الحركة الجوية لكامل أجواء المملكة إلى المراقبين الجويين السعوديين، ليشهد العام 2017 امتلاك الطيران المدني نخبة من المراقبين الجويين المؤهلين القادرين على إدارة الحركة الجوية في أصعب المتغيرات، يتجاوز عددهم 700 سعودي يعملون في 15 مطارا من مطارات المملكة.