إيران تعيد خلط الأوراق في سهل نينوى العراقي وتضرب الأكراد تحت الحزام لتنهي أحلام الاستقلال وانفصال كردستان عن العراق بمساعدة تركية، ضمن اتفاقات عسكرية سرية لن تنتهي عند حدود كركوك، ففي الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي ترمب إستراتيجيته الجديدة حيال طهران كانت الاتفاقات العسكرية بين تركيا والحرس الثوري في الميدان العراقي مختلفة تماما. التقارير الدبلوماسية البريطانية السرية التي سربتها السفارة في بغداد تؤكد أن ما جرى من تحركات عسكرية لقطاعات الفرقة التاسعة بالجيش العراقي والحشد الشعبي، قد تسلّمت أمر التحرك باتجاه كركوك والسيطرة عليها، وأن هذا التحرك جاء بطلب من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي توصل لتفاهمات مشتركة مع القيادات العسكرية التركية على رأسها الفريق الأول خلوصي أقار، وبعض القوى الخارجية لمنع انفصال كردستان عن العراق. خطة سليماني التي تحدث عنها تقرير دبلوماسي سري بريطاني اطلعت «عكاظ» على خطوطه العريضة تضمنت شل المصدر الاقتصادي الرئيسي لكردستان والمتمثل بآبار النفط في كركوك، الأمر الذي يتطلب توجيه الضربة الموجعة الأولى بالسيطرة على محافظة كركوك. وتقضي خطة سليماني بزحف قطاعات الفرقة التاسعة بالجيش العراقي ووحدات التدخل السريع وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والفرقة المدرعة الرابعة والحشد الشعبي، لمشارف السليمانية وفرض حصار عسكري مطبق عليها لدفعها التراجع عن الاستفتاء وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل إجراء الاستفتاء مع تغيرات في الوضع الجغرافي تقضي بعدم إعادة كركوك إلى السيادة الكردية والاحتفاظ بآبار النفط بيد الحكومة الاتحادية في بغداد حتى لو تراجعت أربيل عن الاستفتاء. في السياق نفسه، كانت تقارير قد أشارت إلى إبرام نجل الرئيس السابق الراحل جلال الطالباني بافل الطالباني المشرف على أكثر من نصف قوات البشمركة في كركوك اتفاقا سريا مع قاسم سليماني، يقوم على انسحاب البشمركة من مواقعها عند تقدم القوات العراقية من دون أي قتال، وهو الاتفاق الذي تم ضمن معسكر السليمانية، وتم إخطار الجانب الأمريكي والتحالف الدولي بذلك، إثر زيارة سليماني إلى هناك في الأيام الماضية.