وصل قائد «فيلق القدس»الإيراني قاسم سليماني إلى إقليم كردستان العراق لإجراء محادثات في شأن الأزمة المتصاعدة بين السلطات الكردية والحكومة العراقية في أعقاب الاستفتاء على الاستقلال الذي أجراه الإقليم الكردي. وفق ما قال مسؤول كردي اليوم (الأحد). وسليماني هو قائد العمليات الخارجية في «الحرس الثوري» الإيراني التي توفر التدريب والسلاح للجماعات المسلحة الداعمة للحكومة في بغداد. ونفت إيران اليوم تقارير ذكرت أنها أغلقت معبراً حدودياً مع شمال العراق، بحسب ما ذكرت وكالة «الطلبة» الإيرانية للأنباء. ونقلت الوكالة عن الناطق باسم الخارجية بهرام قاسمي قوله «كما أعلنا من قبل، أغلقنا مجالنا الجوي مع المنطقة الكردية بناء على طلب من الحكومة المركزية في العراق وعلى حد علمي ليست هناك تطورات جديدة في هذه المنطقة». وكانت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء ذكرت في وقت سابق أن السلطات الإيرانية أغلقت معبراً حدودياً رئيساً مع شمال العراق. وأوقفت إيران الشهر الماضي رحلات الطيران من وإلى المناطق الكردية في شمال العراق رداً على الاستفتاء الذي أجرته حكومة إقليم كردستان العراق. كما أجرت طهران تدريبات عسكرية على الحدود مع الإقليم في أيلول (سبتمبر) الماضي. وتخشى إيران أن تمتد الميول الإنفصالية إلى الأكراد لديها البالغ عددهم حوالى ثمانية ملايين نسمة. ومددت بغداد المهلة التي كانت أعطتها لقوات البيشمركة الكردية حتى منتصف ليل (الأحد –الإثنين) للانسحاب من مواقعها في كركوك، على أن يلتقي خلال هذه المهلة رئيسا العراق فؤاد معصوم، وكردستان مسعود بارزاني. وكانت السلطات الكردية أعلنت أنها تلقت إنذاراً من القوات العراقية للانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها قوات البيشمركة خلال هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في حزيران (يونيو) 2014، وانتهت هذه المهلة خلال الليل من دون أن يسجل أي حادث حتى الصباح. وأكد مصدر مقرب من العبادي أن الغاء نتائج استفتاء إقليم كردستان ما زال شرطاً لأي حوار مع الإقليم. وقال إن «أي حوار لا بد أن يجري تحت سقف ومرجعية الدستور. المحكمة الاتحادية أصدرت حكماً بعدم إجراء الاستفتاء، ما جعل إجراءه غير دستوري، وبالتالي فإن نتائجه ملغاة». ورفض قادة أكراد العراق اليوم مطالب الحكومة العراقية بإلغاء نتيجة التصويت على الاستقلال شرطاً مسبقاً لإجراء محادثات لحل النزاع. وقال مساعد رئيس إقليم هيمن هورامي على «تويتر» إن القادة الأكراد الذين اجتمعوا لبحث الأزمة في بلدة دوكان الكردية جددوا عرضهم بحل الأزمة مع بغداد «سلمياً». وحضر الاجتماع إلى جانب بارزاني الرئيس العراقي فؤاد معصوم وهيرو طالباني أرملة الزعيم الكردي والرئيس الراحل جلال طالباني الذي توفي هذا الشهر. ورفض المشاركون في الاجتماع ما وصفوه «بالتهديدات العسكرية» من القوات العراقية لمقاتلي البيشمركة الأكراد وتعهدوا الدفاع عن الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد في حال وقوع أي هجوم.