فازت وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة أودري أزولاي بمنصب المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، بعد أن تغلبت بفارق صوتين على وزير الثقافة القطري السابق حمد بن عبدالعزيز الكواري، إذ منح المجلس التنفيذي لليونسكو 30 صوتا لأزولاي مقابل 28 صوتا للكواري. ويعد الفوز الفرنسي صفعة جديدة في وجه قطر التي أرادت أن تعبث بهذه المنظمة من خلال زرع نفسها في مثل هذه المواقع لممارسة مراهقتها السياسية، إلا أن الانتخابات أفشلت مخططها رغم صرفها الأموال للحصول على كرسي الإدارة. وأكدت مستشارة منظمة اليونسكو الدكتورة عبلة إبراهيم، أن مرشح قطر لرئاسة اليونسكو حمد الكواري وعد إسرائيل بحذف المسجد الأقصى من قائمة التراث الإسلامي، بعد قرار اليونسكو اعتبار المسجد الأقصى تراثاً إسلامياً وإنسانياً عالمياً، إضافة إلى أن ميزانية المنظمة أصبحت تحت الصفر، وهو ما دفع المرشح القطري لاستغلال ذلك. وكشفت انتخابات اليونسكو في دورتها الحالية عن مكائد سياسية وأهداف تتجاوز بكثير مسألة المنافسة على مقعد مدير عام المنظمة. وعدّ مراقبون اعتلاء مرشح قطري قمة هرم المنظمة الدولية المعنية بالثقافة والعلوم والسلام والحضارة والحفاظ على التراث التاريخي وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، كون الدول الكبرى نادت بضرورة عدم تسييس عمل المنظمة، وضرورة احترام المبادئ الإنسانية التي تدعو إليها. ويؤكد الكاتب الصحفي جهاد الخازن، أن مرشح قطر لليونسكو حمد الكواري، ومن ورائه النظام القطري، اعتمدوا دفع الرشاوى وصرف أموال لأعضاء في المعركة الانتخابية من أجل التصويت لمرشحهم، مشيراً إلى أنه منذ بدء الانتخابات وعدت قطر جميع أعضاء اليونسكو بالأموال، وهو ما شهدناه خلال الجولات الماضية، كما تقدمت مصر رسميا أمس (الجمعة) بمذكرة لمدير عام اليونسكو إيرينا باكوفا لطلب التحقيق في حدوث خروقات شابت العملية الانتخابية. وقال المتحدث باسم خارجية مصر المستشار أحمد أبو زيد، في بيان صحفي، إن بعثة مصر الدائمة لدى اليونسكو تقدمت بمذكرة رسمية إلى مدير عام اليونسكو، لطلب التحقق من صحة ما تم رصده من خروقات شابت عملية انتخاب المدير العام الجديد للمنظمة، والتي بدأت جولتها الأولى الإثنين الماضي. وأضاف أن وزير الخارجية سامح شكري، نقل لمدير عام اليونسكو ما تم رصده بشأن العملية الانتخابية خلال الأيام الماضية، مطالبا بالتحقق منها بشكل عاجل لتأثيرها المباشر على نزاهة العملية الانتخابية. من جهته، أكد وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، أنه إذا ثبت دعم مندوب اليمن للمرشح القطري في الانتخابات فسيتم عزله فوراً. وقال المخلافي في رد على ما أثير حول تصويت مندوب اليمن للمرشح القطري: «تم تكليف السفير اليمني في باريس بمتابعة الأمر». وأشار إلى أن مندوب اليمن أحمد الصياد يتبع وزارة التربية والتعليم وليس وزارة الخارجية، وأنه ينفي دعمه المرشح القطري.