منذ اللحظة الأولى التي زرع فيها القطريون بذور فسادهم في الرياضة العالمية، وطبول الفضائح تقرع يوماً بعد آخر لتنظيم الحمدين البائس وأذنابه المتدلية في أوروبا وخارجها. فالنادي الباريسي العريق ذائع الصيت والشهرة، تلطخ غير مرة بممارسات المنافسة غير الشريفة ومخالفة قوانين الأخلاق واللعب النظيف التي شكا منها حتى عشاق «الباسجي» أنفسهم، كون مقامرات الخليفي وإدارته المريبة، تهوي بناديهم إلى قاع سحيق من الشبهات، من شأنه تحويل «حديقة الأمراء» إلى ساحة للأشباح في حال كف اليويفا يد عملاق باريس عن مصافحة أبطال أوروبا نتيجة صفقاته المشبوهة. اليوم تتكشف خيوط جرائم التنظيم الفاسد، وتنبئ تقارير إعلامية إسبانية وبرازيلية عن تورط الحكومة القطرية في الاستثمار المشبوه في تمويل صفقة نيمار وانتقاله من برشلونة إلى باريس سان جيرمان، لتلميع سمعة قطر في ظل الفضائح التي تهدد استضافتها لمونديال 2022 وتحسين صورتها خاصة بعد المقاطعة الخليجية التي حجمت قدرتها وجعلت أمر استضافتها للمونديال في مهب الريح. كل ذلك جعلها تدفع أموالاً طائلة لنجوم الرمق الأخير كتشافي وراؤول وغيرهما، استغلالا لشهرتهم بهدف الحديث عنها والزج بهم في تفاصيل لا تعني شيئاً لغير جيوبهم، ظناً أن طلاء سواد نظامها الفاسد بألوان زاهية سيخدع العالم ويجعله مصدقا لتباكيهم وصراخ أقزامهم. أضحى مونديال 2022 أشهر ملفات الفساد التي يحقق فيها الفيفا، فيما لن تهدأ محاكم سويسرا التي اجتثت فساد بلاتر وبلاتيني وزمرتهم العابثة، حتى تحطم فساد الدوحة الذي تكشفت خيوطه، وتقطع دابر وجودهم في ميادين المنافسة الشريفة، ولم ولن يكون ملف «beinsport» الوحيد الذي سيحشر القطريين في زاوية ضيقة، بل إنه حلقة في سلسلة لا أخلاقية من الفساد والممارسات الرخيصة. في 3 قضايا كبرى تصدرت الدوحة واجهة الفساد الرياضي، وما قبلها وبعدها سيكشف المزيد من الأوراق عن خلطة تنظيم الحمدين السياسية الرياضية السامة التي أرادوا بها خداع العالم، لكنهم يتجرعون سمها شيئا فشيئا، والأيام القادمة حبلى بما يعري هذا الفكر الهدام ويفضح العقليات التي تديره.