لانحتاج إلى إطراء أو مديح لبيان مواقف المملكة العربية السعودية المشرفة من قضايا الأمة الإسلامية على مر تاريخها المرصع بقلائد الخير والإحسان والشهامة والمبادرة إلى كل جميل، وحيث يكابد شعب مسلم في أقصى الأرض من استضعاف وقهر السلطة الحاكمة في ميانمار منذ ما يربو على 75 عاما، ظلت اليد السعودية الحانية ممدودة؛ تكفكف دمعته وتداوي جراحه بإخلاص ونفس راضية دون انتظار جزاء أو شكر من أحد. هذه هي مملكة الإنسانية وقادتها، يهرعون اليوم لنجدة إخوتهم «الروهينغا» مجددا (بخمسة عشر مليون دولار)، بتوجيه كريم ومبادرة ثمينة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقد اتحفنا بالبشرى المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة. ليس في هذا غرابة، وليس هو بدعا من الأخبار، بل هو موقف راسخ وسجل حافل بالعطاء لهذا الكيان الشامخ، وهنا خادم الحرمين الشريفين يستجيب لنداء الإسلام والسلام، ويواصل باقتدار الرسالة الإنسانية لهذه البلاد المباركة التي احتضت القضية الأركانية (الروهينغية)، على مدى سبعين عاما خلت، واستضاف المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) الفارين بدينهم من جحيم العدوان البوذي الغاشم منذ عام 1948م كما أكد ذلك مجلس الوزراء. ولم يتوقف الأمر على العون الإنساني، بل امتدت وشائج الأخوة الإسلامية لبيان الحق على الملأ، حين يجهر - أيده الله - من على منصة مجلس الوزراء في ثقة، -رغم مساعي العدو الآثمة للتشكيك في القضية - أن ما يتعرض له المسلمون الروهينغيون في بورما، هي: «مجازر إرهابية واعتداءات وحشية وإبادة جماعية، وتدمير ممنهج ومنظم للقرى والمنازل، والذي يمثل أسوأ صور الإرهاب وحشية ودموية ضد هذه الأقلية المسلمة». لافض فوك سيدي، وأنت إمام الحزم والعزم المكين، واسمع العالمين؛ كيف تكون الإجابة حينما يستنجد ثمة طفل مروع قتل أبواه، أو امرأة مسلمة فجعت في عرضها أو بمقتل زوجها وأطفالها أمام ناظريها..! إن خادم الحرمين الشريفين يؤمن بأن ما ينفق يقع في يد الله، وينطلق من رؤية ورحمة وإدراك لما يحاك ضد هذا الشعب الأعزل، ويستلهم المبادئ الشرعية والإنسانية؛ وهو يرى هذا الشعب يباد ويسحل دون رحمة أو وازع، ويدفع ثمن إيمانه وإسلامه غاليا، يقدم التضحية تلو التضحية، ولذا يجدد دعوته بقوة للمجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف نزف الدمع وشلال الدم..! ويؤكد على وجوب وفاء هذا الشعب المظلوم حقوقه دون تمييز وتصنيف عرقي، مؤكدا - حفظه الله - أن المملكة سند دائم للروهينغيين في الداخل ولقضيتهم في المحافل الدولية، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ولن تتخلى عنهم وهم في هذه الحال. إنها مشاعر حية متدفقة صادقة ومتعاطفة من ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين ومستوعبة لما يكابد هذا الشعب من ألوان الأحزان وصنوف القهر والعدوان.