وجه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل بدراسة مجمل الملاحظات التي تم رصدها خلال موسم الحج الماضي 1438ه، وإيجاد حلول لها قبل الموسم القادم، على أن تتم مناقشة ملاحظات القطاعات في ورشة عمل الحج السنوية القادمة «الثالثة»، التي تمت الموافقة على إقامتها بمشاركة الجهات المعنية، لبحث تطوير الخدمات في الحج أسوة بما تم خلال الأعوام الماضية، التي كان لها أبلغ الأثر الإيجابي في معالجة الملاحظات والسلبيات وتعزيز الإيجابيات وتحقيق التناغم والتكامل الذي اتسم به أداء الجهات وأسهم بعد فضل الله بشكل كبير في نجاح موسم الحج. وأكد الأمير خالد الفيصل خلال رئاسته اجتماع لجنة الحج المركزية بديوان الإمارة بالعاصمة المقدسة أمس (الثلاثاء) بحضور نائب أمير المنطقة الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، أن ما تحقق في موسم حج عام 1438ه جاء بتوفيق الله ثمّ بما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من إمكانات بشرية ومادية لخدمة ضيوف الرحمن. وقال: «أُحيي جميع الجهود التي بذلتها كافة القطاعات المشاركة في موسم حج العام الماضي والتي مكّنت ضيوف الرحمن بعد توفيق الله من تأدية شعائر الحج بيسر وطمأنينة»، داعياً تلك الجهات لمواصلة الجهود والبدء فوراً للتحضير لموسم الحج القادم. ووفق الإحصائيات التي أعلنتها اللجنة تواصل انخفاض أعداد المتسللين للحج دون تصريح ليصل إلى نسبة 3% بدلا من 5% في موسم حج 1437ه، فيما كانت 9% في موسم 1436ه. ولفت التقرير، الذي استعرضه الأمير خالد الفيصل، الأثر الإيجابي لحملة الحج عبادة وسلوك حضاري في رفع مستوى الوعي بأهمية الالتزام بالأنظمة كما أسهمت بشكل فاعل في انخفاض نسب المخالفين، الأمر الذي انعكس على تحسن مستويات النظافة وسلاسة حركة المركبات والمشاة والحشود وانخفاض الافتراش، وخلو الحج ولله الحمد من الحوادث والأمراض الوبائية والمعدية، إضافة إلى توفر الخدمات الأساسية في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وانسيابية حركة عموم قاصدي المسجد الحرام وتمكنهم من أداء شعائرهم بيسر وسهولة. كما تناول الاجتماع أعداد الحجاج المغادرين عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية إذ بلغ العدد أكثر من 1.3 مليون حاج. التسول وزحام العزيزية أبرز الملاحظات استعرض اجتماع لجنة الحج المركزية الملاحظات التي تم رصدها ميدانياً خلال موسم الحج الماضي، ومن أبرزها قلة منظومة اللوحات الإرشادية بشكل عام في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وانتشار ظاهرة التسول والباعة الجائلين والبسطات العشوائية. ومن الملاحظات أيضاً معاناة سكان بعض أحياء مكةالمكرمة من الوصول لمنازلهم وأعمالهم خلال الفترة من 7 - 13 ذي الحجة، خصوصا في العزيزية وأحياء شرق مكةالمكرمة، بسبب الزحام الشديد وكثرة الحواجز، ودخول عدد كبير من الدراجات النارية لنقل الحجاج، ما يؤثر على حركة السير. تجربة كوالالمبور وسلاسة النقل والأمن أبرز الإيجابيات بحثت لجنة الحج المركزية أبرز إيجابيات موسم الحج الماضي، منها المشاريع التي نفذتها هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة والمخصصة لخدمة الحجاج بالمشاعر المقدسة التي تم إنجازها في وقت قياسي، وكذلك نجاح تجربة إرسال فريق عمل من الجوازات إلى مطار كوالالمبور لإنهاء إجراءات سبع رحلات وعلى متنها 1692 حاجاً وأخذ الخصائص الحيوية لهم. وتناول الاجتماع سلاسة عمليات نقل الحجاج خلال رحلة المشاعر المقدسة (بقطار المشاعر أو الحافلات) بيسر وأمان وسهولة خلال المواعيد المستهدفة دون أي مشكلات وسلبيات تذكر، وتنفيذ أكثر من 50 مليون رحلة راكب بالحافلات بين المساكن والحرم لأداء الصلوات، إلى جانب انحسار ظاهرة ارتداد الحركة لساعات طويلة في نقاط الفرز بصفة عامة، والانتهاء من إخلاء الجهات المطلوب خروجها من مشعر منى وتخصيص مواقعها لسكن الحجاج، وإصدار نحو 3949 تصريحا لمباني إسكان الحجاج، ومن الإيجابيات التي تم رصدها ميدانيا الأمن والسكينة التي عمت مواقع تواجد الحجاج في مدن الحج والمشاعر المقدسة نتيجة الجهود الأمنية والتواجد الأمني الجيد. ومن الإيجابيات أيضا شمولية أكثر من 50% من مخيمات مشعر منى بنظام التكييف الجديد المطور، وضبط العديد من مكاتب وحملات الحج الوهمية التي بلغ عددها 80 مكتباً والقبض على 94 شخصاً مخالفاً من قبل شرطة المنطقة، وافتتاح وتشغيل مستشفى الحرم للطوارئ لموسم حج عام 1438ه بسعة 50 سريراً، وتطوير 14 مركزاً صحياً بمشعر عرفات، ورفع الطاقة الاستيعابية في مجمع الطوارئ بالمعيصم، وزيادة عدد أسرة ضربات الشمس والإجهاد الحراري بجميع مستشفيات المشاعر إلى 286 سريراً، وتسيير قافلة خادم الحرمين الشريفين الطبية بتصعيد أكثر من 400 من المرضى الحجاج المنومين إلى المشاعر المقدسة، وتجهيز 550 غرفة عناية مركزة للحالات الحرجة، ونجاح المسار الإلكتروني لحجاج الداخل والخارج، والتخصيص المبكر لمخيمات الحجاج بالمشاعر المقدسة، وأخيراً تطور آليات وخطط تفويج الحجاج للجمرات والقطار وارتفاع نسبة الالتزام ببرامج التفويج.