لم يكن يوما عاديا أو عابرا بل كان صورة مهيبة معبرة صادقة بكل ما حوته من مشاهد وحملته من صور جسدت معاني الحب للوطن وقيم الولاء والانتماء ممن تشربوا محبته وانتظروا أن يجسدوا هذا العشق قولا وعملا. فالوطن الذي يسكن في دواخلنا جاء التعبير عنه فاخرا في يوم الاحتفاء به. جاء ليرسم صورة عن أبناء المملكة ورسالتهم السامية الخالية من المطامع والأجندة الخفية والأحلام الرخيصة ليقدموا للعالم وجها احتفائيا بارعا ومبهرا. جدير بأن يصبح نموذجا لعلاقة وطن بمواطنيه. وارتباط قيادة بقواعدها ممثلة في هذا الشعب الوفي الأبي الأصيل الذي يعرف واجباته بنفس القدر الذي نال فيه حقوقه كاملة. ...... يالله.. كم كانت لحظات اليوم الوطني فاخرة.. معبرة عما تحمله النفوس من حب توزع في كل مناطق ومحافظات المملكة.. نشر اخضراره ونثر مكنوناته فكل الأعمار كانت تهتف للوطن.. وحده الناس كانوا يتنفسون أوكسجين الوطنية - اللون الأخضر كان سيد الألوان والمكان ظهر أنيقا بكل معانيه ورمزياته الخالدة بشموخ وعلو وإبهار لا يقبل الجدل أو المزايدة ...... أصدقاء كثر من بلدان شتى كانت رسائلهم مفعمة بالتقدير رددوا على مسامعنا.. «هنيئا لكم بوطنكم» وزادوا «يحق لكم أن تفاخروا به». في جدة.. كانت صالة المدينة الرياضية تجسد واحدا من أضخم كرنفالات الوطن عبر ليلة جاءت بهية بكل معانيها وتفاصيلها. عن قرب.. شاهدت كيف كانت المشاعر تتدفق بعفوية وتتغنى بالوطن وترفع رايته خفاقة. ليلة غير مسبوقة تلك التي شهدتها العروس بهذا الكرنفال الذي نظمته الهيئة العامة للرياضة بقيادة معالي الأستاذ تركي آل الشيخ لحظات لن تنسى صدح فيها الوطن بأسره مرددا «كلنا سلمان.. كلنا محمد». ...... منذ الأمس لابد أنكم عدتم لأعمالكم ودراستكم وحياتكم وقد تشربت نفوسكم المزيد من محبة وطنكم العظيم فالاحتفال كان يوما مفردا للفرح لكن الحب سيظل باقيا كل يوم برهانه إخلاص وتفان ومزيد من العطاء والبذل والعمل. فطاقة الحب تلك ونشوة تجديد الانتماء والولاء نحتاج تجسيدها واقعا معاشا في كل جوانب حياتنا. لأن الحب الحقيقي والانتماء الصادق لهذا الوطن يعني العمل من أجل دعم مسيرته ورحلة بنائه والإسهام في قيادته نحو مزيد من التطور. حفظ الله الملك القائد وسمو ولي عهده.. وهذا الشعب العظيم. ودام وطننا عزيزا شامخا.