العلاقة بالوطن كالعلاقة بالأم، كل الأيام فيها أيام بر ووفاء وعطاء، وما تحديد يوم في السنة للاحتفاء بهذه العلاقة إلا دلالة رمزية على رابط يبدأ بين طرفين منذ الولادة وحتى النهاية ! وكما أن المواطنة ليست شعارا يكتب أو شعرا يردد، فإن الوطنية ليست علما يرفع ولا نشيدا يردد، هي علاقة تكاملية متكافئة بكل واجباتها ومسؤولياتها، لذلك عندما نتحدث عن الوطن والمواطن فإننا نتحدث عن عقد شراكة ممتد يستلهم من الماضي ويبني الحاضر ويرسم المستقبل ! حب الأوطان عند الإنسان حب فطري كما هو حب الأم، فهو مصدر الهوية ومعنى الانتماء ودافع التضحية ومحفز البناء، نبنيه لنعيش فيه، ونرفع أسواره لنحتمي به، كما هو يعيش بنا ويبنى بسواعدنا ! وعندما نحتفل اليوم بمرور 87 عاما على ذكرى توحيد المملكة العربية السعودية، فإننا في الحقيقة نحتفي بإرث أجدادنا وآبائنا الذين جاهدوا وكافحوا وكابدوا حتى نحتفل اليوم بوطن يزهو بثياب التقدم والازدهار والرفاهية والأمن والسلام ! اليوم نستلهم من قصة الملك المؤسس عبدالعزيز معاني المثابرة على تحقيق الأهداف والغايات ورؤية المستقبل، ونستشعر أهمية مواصلة الكفاح لنستكمل المسيرة نحو مستقبل جاهد أجداد الماضي في التأسيس له وآباء الحاضر في التمكين له، وسيحمل الأبناء راية مسيرته! كل عام وكل يوم وكل لحظة ووطني عزيز وإنسانه شامخ !