لم يكن الشاعر هلال المطيري يعلم في أحد تصاريحه الصحفية أن وصفه لكثرة عدد الشعراء في الساحة الشعرية السعودية والتي قال عنها إن الشعراء الآن أكثر من «الصيدليات» في الرياض، ستؤدي إلى ظهور فئة جديدة من الشعراء تحت الطلب، بإمكانهم توفير منتوج شعري وفير في غضون أربع ساعات كحد أقصى خارج أوقات ضغط الطلب على أولئك الشعراء، مع عهد وفاء بالسرية التامة بين الطرفين وانتقال ملكية القصيدة للمشتري و«حذفها» من قبل الشاعر حال تحويل المبلغ. ولا يختلف سعر القصيدة باختلاف غرضها المكتوبة عليه سواء كانت مديحاً أو هجاء أو قصيدة غزلية أو رثائية أو وطنية، أو حتى جاءت على لوني «الدحة» و«القزوعي» أو كانت شيلة، فالكلمة الفصل للتفاصل مع «الشعراء تحت الطلب» هي لعدد الأبيات، إذ حدد أحد الشعراء الذين حصلت «عكاظ» على نماذج من عروضهم سعر ال300 ريال للقصيدة المنظومة من 10 أبيات بواقع 30 ريالا للبيت الواحد، وال500 ريال لل15 بيتاً، وسعر ال700 ريال لل20 بيتاً، لتتربع القصيدة المكونة من 30 بيتاً بأعلى الأسعار التي بلغت 900 ريال. ويبدو أن «فهلوة» الشعراء تحت الطلب تجاوزت حدود الشعر بعد استغلالهم لمناسبات جديدة يطرقونها شعراً، كقصائد «المواليد» التي لم يفصح الشاعر التاجر عن محتوى الغرض الشعري الجديد، إضافة إلى توفيرهم ميزة اختيار لحن الشيلة التي ستتم كتابة القصيدة عليها. مرتزقة الشعر الشعبي الجدد، الذين نهجوا الأسلوب الجديد في نظم الشعر برروا في رسائلهم الترويجية أن السبب في بيعهم الشعر يعود إلى الحاجة والفراغ التام، ليجدوا من الشعر وبيعه «رزقٍ ما لحد فيه منّه».