يبدو أن أحد أكبر مكاسب القطريين من الأزمة الحالية بخلاف كشف مخططات وملفات «الحمدين» التخريبية، هو بزوغ شمس العقلاء من أهل الدوحة الكرام، وارتفاع أصواتهم الصادقة، آملة في دوحة شامخة لا يضيرها تسلق الخونة ولا تزلف المرتزقة. وفيما دعا الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني للحكمة للخروج من هذه الأزمة، ظهر شيخ آخر واضعا مستقبل قطر نصب عينيه، ورافضاً ألاعيب «الحمدين» التي أدخلت الإمارة الخليجية في نفق مظلم، إذ شكلت إطلالة الشيخ سلطان بن سحيم بن حمد آل ثاني مصدر اطمئنان وارتياح لدى الشعب القطري، بعد تحركات وسيط الخير الشيخ عبدالله بن علي الهادئة، والتي لاقت تقديراً من قادة دول الخليج، وزاد على ذلك ما لقيه من قبول اجتماعي عريض في بلاده أخيراً، بعد دعوته للأسرة الحاكمة وأعيان قطر لاجتماع وطني شامل للخروج من الأزمة الحالية. وبعد بيان الشيخ عبدالله بن علي بأقل من 24 ساعة ودعوته للعقلاء، خرج الشيخ سلطان بن سحيم عن صمته، أمس الأول (الإثنين) معبراً في كلمة فضائية مزلزلة عن استنكاره ورفضه لما آلت إليه الأمور في قطر، أحدثت ردود فعل واسعة في الداخل القطري وعلى مستوى المراقبين للأزمة الخليجية، والتي اعتبروها نقطة تحول جوهرية في إيجاد الدوحة حلول للخروج من هذا المأزق. وفي قراءة متأنية لكلمة الشيخ سلطان بن سحيم، أشار إلى جانب في غاية الأهمية يتعلق بحزنه عندما بدأ يرتبط اسم الدوحة بالإرهاب شيئا فشيئا، راجياً من «عقلاء قطر» سرعة التدخل لإنهاء هذه الكارثة. فيما وصف المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني التبعات التي جاءت عقب بيان الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني يوم الأحد بالانتفاضة ضد سياسة الحمدين العدوانية، جاء ذلك في تعقيب القحطاني على بيان الشيخ سلطان بن سحيم الذي أعلن فيه تأييده لدعوة الشيخ عبدالله آل ثاني. وقال سعود القحطاني عبر حسابه في «تويتر»: «عقلاء وكبار آل ثاني ينتفضون ضد سياسة الحمدين العدوانية ويتكاتفون مع أعيان قطر الحبيبة»، مضيفاً «والد الشيخ سلطان هو الشيخ سحيم بن حمد. سليل جاسم المؤسس، وكان الشيخ سحيم هو ولي العهد الشرعي لخليفة والد حمد، وتم اتهام قذافي الخليج باغتياله». وأوضح القحطاني: «الشيخ سلطان بن سحيم حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية، ومعروف بالكرم، وهو من الوجوه المشرفة علمًا وأدبًا وثقافةً في قطر العزيزة». ولم يلتزم المتحدث باسم المعارضة القطرية خالد الهيل الصمت منذ أن أطل الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني ببيانه الذي أعلن فيه دعوة لاجتماع وطني للقطريين لحل الأزمة. إذ واصل أمس الأول (الإثنين) دعمه لتوحيد الصفوف خلف دعوة الشيخ عبدالله بن علي، وذلك عبر حسابه في موقع «تويتر»، قائلاً: «ترقبتم بشغف فهلّ عليكم الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني شيخ الكرم والأخلاق، بيض الله وجهه.. والقادم أكبر، سنوحد الصفوف رغماً عن أنف الحمدين»، مضيفاً «بالأمس يتغنون بالشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، ولكن بمجرد أن فزع لشعب قطر ضد نظام الحمدين قاموا بمهاجمته وتوزيع الاتهامات الباطلة عليه!».