يبدو أن السيناريو الذي تحدثت عنه المعارضة القطرية قبل عقد مؤتمرها بدأ يتحول إلى واقع، فقد تحدثت عن ثلاثة احتمالات: المصالحة، أو التغيير، أو وقوع قطر في الفوضى ثم الوصاية التامة عليها من البلدان التي وضعت أقدامها على أرض قطر. احتمال المصالحة صار مستبعدا بعد إصرار قطر على التصعيد وإعلان انسلاخها من المحيط الخليجي والعربي، ولأن لا أحد من شرفاء قطر يريد أن يعيش تحت الوصاية، أو يذهب بلده في مهب الريح فقد كانت ليلة الأحد بشارة ببدء خلاص قطر من الكابوس الذي جثم عليها بسبب نظام الحمدين، عندما أصدر الشيخ عبدالله آل ثاني بيانه الموجه للعائلة الحاكمة والشعب القطري. غباء النظام القطري وتخبطه لابد أن يعجل بنهايته، تجاوز هذا النظام كل معقول في الأعراف والأخلاق والسياسة، لكن ثلاثة أمور ربما تكون هي التي عجلت بالتحرك باتجاه التخلص منه؛ الاستفزاز الكبير الذي أحدثه بسحب جنسية شيخ أكبر مكون قبلي في قطر، مؤتمر المعارضة الذي أسمع العالم صوت الشعب القطري الحر وكشف مزيدا من تجاوزات وفضائح قطر، ثم تخبط تميم في رحلته الخارجية التي اعتقد أنها ستنقذه من ورطته لكنه حصد منها الخيبة، لم ينفعه عمه أردوغان، والدول الأوروبية أفهمته بوضوح أن على نظامه تغيير سلوكه، وفي أمريكا انكشفت فضيحة محاولة استقطاب اللوبي اليهودي، والعالم يستعد لمواجهة النظام القطري في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة القادمة، وبالتالي يكون النظام قد فقد كل الأوراق التي راهن عليها وأصبح وضعه في غاية السوء، وذلك ما أعطى مسوغاً منطقيا ومقبولا ومرحبا به لتحرك الشيخ عبدالله آل ثاني لإنقاذ قطر من حماقات المجرمين والمرتزقة الذين يعبثون فيها. قطر بنظامها الحالي لا يمكن قبولها في النظام العربي لأنها خطر عليه، فهي تطعن العرب بالتجسس عليهم وخيانتهم بنقل المعلومات إلى أعدائهم، بل إنها غدرت بهم غدرا لئيما لم يتوقعه أحد. لذلك فإن خلاص قطر وخلاص العرب والعالم من خطرها يتطلب دعم الحراك الذي يقوده الشيخ عبدالله آل ثاني وشرفاء قطر. [email protected]