أكدت المرشحة الديموقراطية الخاسرة إلى الرئاسة الأميركية في 2016 هيلاري كلينتون أنها لن تعيد الترشح، مكررة أن خسارتها المفاجئة أمام دونالد ترمب ما زالت تؤلمها. «ما زال الأمر مؤلما جدا»، على ما أكدت كلينتون في مقابلة مع قناة سي بي أس صباح (الأحد)، الأولى في سلسلة مقررة للترويج لكتابها «ما حصل» الذي يصدر في 12 سبتمبر ويشمل مذكرات أحداث حملتها الانتخابية. وأكدت كلينتون «لن أترشح مجددا. أيامي كسياسية انتهت»، مغلقة الباب على مسار سياسي قادها لتكون أول امرأة تترشح عن أحد الحزبين الرئيسيين إلى الرئاسة الأميركية، بعدما تولت وزارة الخارجية ومثلت نيويورك ثماني سنوات في مجلس الشيوخ وتولت مهام السيدة الأولى أثناء ولايتي زوجها بيل كلينتون. ونشرت كلينتون (69 عاما) تدريجيا مجموعة مقتطفات من الكتاب الذي تقر فيه بمسؤوليتها الكاملة لخسارتها أمام دونالد ترمب. لكنها أيضا وجهت اللوم إلى التدخل الروسي في الانتخابات والقرار المذهل الذي اتخذه مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) آنذاك بإعادة فتح تحقيق في ملف بريدها الإلكتروني. كما وجهت انتقاداتها إلى حلفاء على غرار الرئيس آنذاك باراك اوباما ونائب الرئيس جو بايدن وخصمها في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية بيرني ساندرز. وكشفت المقابلة التي أجرتها كلينتون في منزلها خارج مدينة نيويورك أنها ما زالت مستاءة من أحداث الحملة الانتخابية، وأقرت انها لم تكن مستعدة للظروف السائدة في الولاياتالمتحدة والتي أدت إلى فوز ترمب. وقالت «لم أكن قد شهدت أو قرأت عن أي شيء يشبه القوى التي كانت فاعلة في 2016. ما حدث كان بالفعل عاصفة على جميع المستويات». وأضافت ان ترمب خبير في الاستفادة من مشاعر الغضب والاحباط التي سادت الكتلة الناخبة الاميركية في أعقاب الأزمة المالية في 2007 و2008. أضافت انه فيما كان ثري العقارات النيويوركي منهمكا «في التذكير بحنين يريح» ملايين الاميركيين، كانت هي تسعى إلى أجوبة لهذا الاستياء عوضا عن إذكائه. وقالت إن «الكثيرين لم يرغبوا في الاستماع إلى خططي، بل أرادوا مشاطرة غضبهم. وكان علي أن أظهر لهم أنني أتفهم ذلك». كذلك أكدت أن الخطأ الأكبر الذي ارتكبته كان «استخدام خادم خاص للبريد الالكتروني»، وتذكرت شعور أسى يثير الدوار غداة إعلان النتائج، أثناء خطاب الإقرار بالهزيمة الذي القته «كأنها كانت مخدرة». وقالت «شعرت أنني خذلت إلى أقصى الحدود، فقدت الشعور والوجهة، وانتابني أسى عارم»، مضيفة انها امضت فترة انتقالية شاقة شعرت فيها أنها استنفدت، تخللها «إفراغ مرضي للخزائن» و«نزهات مطولة في الغابات» والرياضة.