بعد سنوات من محاربة خطط الحج لظاهرة الافتراش والقضاء بشكل كبير على ظاهرة الحجاج المخالفين، عبر الخطط الأمنية على مداخل مكةالمكرمة، وإعادة المخالفين للحد من تواجدهم ومزاحمتهم للحجاج النظاميين، تحولت ظاهرة الافتراش هذا العام من المخالفين إلى الحجاج النظاميين. ورصدت «عكاظ» تحول عدد من المواقع القريبة من منشأة الجمرات إلى ساحات افتراش للحجاج النظاميين، بانتظار أوقات الرمي المحددة، بدلا من العودة إلى المخيمات، والسير لمسافات طويلة ما بين المخيمات والجمرات خلال أيام التشريق الثلاثة، وهي ظاهرة تؤرق مضاجع جميع قوات أمن الحج، إذ إنها تعيق الحركة، وقت حدوث حادثة (لا سمح الله)، وأثناء تحرك الحشود والآليات داخل المشعر. وفي مشعر منى، تكدس المفترشون في ثلاثة مواقع، هي أكثر المواقع افتراشا في المشاعر المقدسة، وهي محطات قطار المشاعر، ودورات المياه، وبجوار منشأة الجمرات. ويقول الحاج محمد الدوسري ل«عكاظ»: نحن حجاج نظاميون، إلا أن ابتعاد موقع المخيم عن المنشأة يدفعنا إلى الافتراش في هذا الموقع بشكل مؤقت، إلى أن يحين وقت الرمي، وبعدها نعود إلى المخيم، مشيرا إلى أن بعض الحجاج يفضلون انتظار وقت الرمي وبعدها يتوجهون إلى غرفهم في العاصمة المقدسة ويعودون إلى المشعر مساء للمبيت. فيما يشير الحاج تركي ناصر إلى أن بعض الحجيج يستبقون الزحام، ويجلسون بالقرب من منشأة الجمرات، بانتظار أوقات الرمي، ونستغل الوقت في قراءة القرآن، وبعد الرمي نعود إلى السكن في أماكننا المخصصة.