استغل العاملون في الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج صعود ضيوف الرحمن يوم أمس إلى مشعر عرفات، في التقاط الأنفاس وإعادة ترتيباتهم لاستقبال العائدين اليوم لرمي جمرة العقبة الكبرى وتقديم أفضل الخدمات لهم على مدى أربعة أيام قادمة. واستعدت الجهات الأمنية كعادتها بآلاف العناصر والآليات الموزعة على كافة أنحاء وجهات المشعر حيث تترقب العودة الميمونة لضيوف الرحمن، وقال قائد قوات أمن الطرق اللواء عبدالعزيز الصولي إن كافة الخطط الأمنية اكتملت لهذا الغرض مع تصميم أكيد لمواجهة ظاهرة الافتراش في الطرقات والممرات حفاظا على سلامة وراحة ضيوف الرحمن ووضع نقاط للفرز ومسارات محددة لتسهل حركة ضيوف الرحمن داخل المشاعر المقدسة. وكشف مساعد قائد قوات أمن الحج لإدارة وتنظيم المشاة اللواء علي بن سعيد الغامدي عن تجنيد كافة الإمكانيات لإدارة الحشود الكبيرة من حجاج بيت الله الحرام التي ستعود اليوم إلى مشعر منى لرمي جمرة العقبة، والعمل على تنظيمهم في اتجاه السير الواحد وتسهيل عودتهم إلى مخيماتهم، ومنع عمليات الافتراش. وأوضح ان إدارة تنظيم المشاه تقوم على ثلاثة محاور رئيسة هي تنظيم المشاة ومنع الافتراش والتحكم في تدفق المشاة إلى منشأة الجمرات، مشيرا إلى وجود 34 قيادة أمنية تغطي جميع أنحاء المشاعر بما فيها أنفاق العزيزية التي سوف تساهم بنسبة كبيرة في تخفيف الضغط مع تدفق الحجاج إلى منشأة الجمرات. وقال إن إدارة تنظيم حركة المشاة تمتد من حدود مزدلفة إلى ما بعد جسر الجمرات من الجهة الغربية، وقد بدأت أمس الجمعة في تنفيذ خطتها ومنها تسهيل صعود الحجاج إلى مشعر عرفات ومهمة دخولهم وخروجهم من المخيمات وحققت نجاحا كبيرا ولله الحمد حتى الآن، بالإضافة إلى إدارة الحشود الكبيرة التي يتوقع أن يشهدها مشعر منى اليوم وتنظيم حركتهم بكل يسر وسهولة. وأوضح أن هناك أكثر من 134 نقطة فرز تم توزيعها في مشعر منى لتفكيك الكتل البشرية المتجهه إلى الجمرات وتخفيف حدة الزحام ومنع الأمتعة بشكل نهائي حتى لا تعرقل حركة المشاة، وفي نفس الوقت تمنع المفترشين المخالفين الذين لا ينتمون إلى حملات الحج ويساهمون في عرقلة حركة ضيوف الرحمن أثناء تحركهم من وإلى الجمرات. من جانبه، جهزت هيئة الهلال الأحمر السعودي 6 طائرات كإسعاف طائر في المشاعر و7 طائرات أخرى في أطراف منى، بالإضافة إلى الفرق المتحركة وجندت طاقاتها البشرية والآلية من أجل الوصول إلى من يحتاج لخدمات الإسعاف أينما كان داخل مشعر منى. فيما تم تجهيز أربعة مستشفيات في مشعر منى بعدد من الطواقم الطبية المؤهلة لمباشرة الحالات المرضية أولا بأول ورفع معدل الاستجابة والتفاعل مع حالات الطوارئ الصحية. بينما عمدت فرق الدفاع الدفاع المدني إلى استنفار كل طاقاتها البشرية والآلية من أجل تعزيز أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام أثناء تواجدهم في مشعر منى.