إن الاحتباس الحراري ظاهرة عالمية تتمثل في التزايد المستمر لدرجة حرارة كوكب الأرض ككل، وأول من ابتكر هذا المسمى العالم السويدي سفانتي أرينوس في عام 1896م؛ حيث إنه اكتشف أن احتراق النفط ومشتقاته يزيد من درجة حرارة الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية بمقدار أربع درجات أو أقل، فمع تراكم ازدياد درجة حرارة الأرض أصبح الاحتباس الحراري من المشاكل العالمية والتي تحتاج إلى بحوث كثيرة للحد من تفاقمها، ولذلك فإن معرفة أسباب هذه الظاهرة تسهل علينا إيجاد الحلول لها على مدى السنين أو على الأقل الحد منها. فليس لدينا ولدى أحفادنا وأحفاد أحفادنا دار أخرى إلا هذا الكوكب «الأرض». أما الدار الآخرة فعلمها عند خالقنا. فعلينا أن نحافظ على سلامة هذا الكوكب من مضرات أعمالنا في هذه الحياة. هناك أسباب رئيسية لظاهرة الاحتباس الحراري، وتتمثّل هذه الأسباب في سببين رئيسيين تندرج تحتهما عدة أسباب فرعية، وهي أسباب طبيعية وأسباب بفعل الإنسان. تنحصر أسباب أعمال الإنسان في الممارسات المغلوطة التي تتم ممارستها على مر الزمن والتي تعمل كملوث رئيسي للغلاف الجوي، ومن هذه الممارسات تصاعد الغازات السامة كثاني أكسيد الكربون جراء احتراق الوقود بأنواعه كالنفط والغاز الطبيعي والفحم وغيرها، والقطع الجائر للأشجار مما يقلل من نسبة الأكسجين المحيط في الجو، وهذا يزيد من ارتفاع درجة حرارة الهواء. الغاز المتصاعد بسبب تقدم الثروة الصناعية؛ كانتشار المصانع في العالم، إضافةً إلى الدخان الصاعد من عوادم السيارات بسبب اعتمادها على الوقود الأحفوري. تكاثر الغازات الدفيئة في الجو مما يسبب زيادة الدفء في الغلاف الجوي بسبب تراكمها فيه، وهي من العناصر الرئيسية لحدوث ظاهرة الاحتباس الحراري، وهذه الغازات هي غاز ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وغاز الأوزون، وغازات الكلوروفلوروكربون والتي زادت من توسع ثقب الأوزون أكثر من غيرها من الغازات، لذلك يجب التطرق إلى هذه المشكلة، والبحث عن الحلول المثلى لتفادي آثارها مستقبلا. اتفاق باريس بالفرنسية Accord de Paris أو «كوب 21» هو أول اتفاق عالمي بشأن المناخ. جاء هذا الاتفاق عقب المفاوضات التي عقدت أثناء مؤتمر الأممالمتحدة 21 للتغير المناخي في باريس في 2015. حسب لوران فابيوس الذي قدم مشروع الاتفاق النهائي في الجلسة العامة، فإن هذا الاتفاق مناسب ودائم ومتوازن وملزم قانونيا. صدق على الاتفاق من قبل كل الوفود الحاضرة الممثلة 195 دولة في 12 ديسمبر 2015م. يهدف الاتفاق إلى احتواء الاحترار العالمي لأقل من 2 درجات مؤية وسيسعى لحده في 1.5 درجة. ستتم إعادة النظر في الأهداف المعلنة بعد خمس سنوات، وأهداف خفض الانبعاثات لا يمكن استعراضها على نحو أعلى. وضع كحد أدنى قيمة 100 مليار دولار أمريكي كمساعدات مناخية الدول النامية سنويا وستتم إعادة النظر في هذا السعر في 2025 على أقصى تقدير. فالإعمار المعنوي هو الأساس الذي ينبني عليه إعمار الأرض ولا يمكن أن نؤسس لحضارة إنسانية إلا بإعمار وتزكية الجانب الخلقي والإنساني فيها، قال تعالى: (أَولَم يسِيروا فِي الأَرضِ فَينظروا كيف كان عاقبة الذين مِن قَبلِهِم كانوا أَشد مِنهم قوة وأَثَاروا الأَرض وعمروها أَكثَر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بِالبينات فَما كان الله لِيظلمهم ولَكن كانوا أَنفسهم يظلِمونَ). الآية. فعلينا إعمار لا دمار الكوكب. للتواصل (( فاكس 0126721108 ))