هل أشبعت «طربيات أبها» ذائقة الأبهاويين الفنية؟ سؤال ما انفك جمهور الأغنية يسأله وهم يستمتعون بأمسيات جولتها الأولى التي شهدت أربع حفلات غنائية، تجيء بعد إلغاء حفلات مسرح المفتاحة أخيراً وسط مطالبات بعودتها بعد نجاح حفلتها الأولى، فالمتابع لهذه الفعاليات التي أقيمت خارج المكان الذي اعتاد عليه عشاق الطرب في عسير «مسرح المفتاحة» يؤمنون بأنها وإن قدمت فناً أصيلاً، لكنها لا يمكن أن تكون بديلاً عن حفلات أبها الغنائية التي ذاع صيتها منذ انطلاقتها أواخر تسعينات القرن الماضي، أو بمسرح المفتاحة الذي وقف على منصته كبار الفنانين السعوديين على رأسهم طلال ومحمد عبده وآخرون. هذه التجربة يرونها فرصة جيدة لتشجيع الفنانين الشباب إلى جانب الفنانين الكبار، لكنها لاتكفي وتحفز على المطالبة بالمزيد من الأمسيات الغنائية التي تجد رواجاً وقبولاً بين النجوم إن راعت الكثير من التفاصيل المهمة من حيث المكان وقيمة التذاكر ونوعية النجوم. وقبل أن تعاود «طربيات» دورتها في الجولة الثانية، يجدر الوقوف على نجاح أمسيات الجلسات الماضية، فالجلسة الأولى التي غنى فيها الفنانان ماجد مدني وطلال سلامة، كانت منوعة ودافئة وبالاعمال الموجودة فيها قدم خلالها «مدني» العديد من الأغنيات الطربية ك «سيدي حضر» إضافة إلى عدد من الأغاني الجماهيرية الخالدة كأغنية «ما أقدر والنبي أودعك» لعبد الرب إدريس و«ما عاد بدري» للفنان محمد عبده و«بتبع قلبي» للفنان عبدالله الرويشد و«تقول الله يطعني» بلحن الخطوة العسيرية. فيما تزعم الفنان «طلال سلامة» الأمسيات بسلطنته عبر العديد من أغنياته الجماهيرية المعروفة إضافة إلى «عشقت الليل» للراحل طلال مداح، و«ومجبور» وأهدى الوطن العديد من الأغنيات كان أبرزها أغنيتان للملك سلمان ولولي عهده وأغنية للمرابطين على الحد الجنوبي. أما الجلسة الثانية ارتدت ثوب الشبابية أحياها الفنانان «نايف البدر» و«فيصل الراشد» وحضرها ما يزيد على «2300» وأبدع فيها الفنانان وسط تفاعل جماهيري كبير أعاد فيها «البدر» ذكريات وفاة الفنان «طلال مداح» بغناء روائعه التي تفاعل معها الجمهور وصفق لها كثيراً وأغنيته الجديدة «يكفي إنك سعودي»، وتجلى الفنان الكويتي «فيصل الراشد» في العديد من أغنياته العصرية والمميزة ك «طيارة» و«القلب عيا ما يلي إلا أهل نجد» وختم الجلسة بأغنية الفنان رابح صقر الوطنية «يا دار لا هنتي».